كثيرة هي الرؤى والأطروحات الجميلة التي تساعد على نهوض الفرد والمجتمع وكذا المؤسسات الأولية القائمة ابتداء، ولكن هذه الرؤى والأطروحات لا يمكن ان يُستفاد منها إلا إذا أصبحت واقعاً عملياً يلمسه المتطلع الى النهوض في نفسه ومجتمعه وأمته. وفي هذا الوقت ومع كثرة الحديث عن الحوار الجديد علينا واقعاً، القديم تقريراً ومطلبا، يحتاج في البداية الى جهد مضاعف متنوع من قبل أصحاب الرأي والاختصاص إذ الأشياء في بداياتها قد لا يتبين الكثير من ايجابياتها وسلبياتها، فإذا لم نُجِد فن الحوار على كيفية وضع أطر ونظم الحوار المطلوب فكيف سيكون الحوار مستقبلاً؟ ويا تُرى ماذا يدور في عقول المنظِّرين المكلَّفين بوضع النظم والأُطر؟ هل ما يدور هي أفكار تخدم الخاصة أم العامة أم أفكار تخدم الإقليم على حساب البلد أم تخدم الفكر المحمول ولو كان على غير سبيل للهيمنة والحضور من خلال منافذ صغيرة مخارجها أكبر من مداخلها؟
إننا بحاجة الى الوضوح أمام الرجل المسؤول وكذا مع المقابلين حتى يُخرج بصيغة معتدلة لا تكون فيها القلة كأنها الكثرة، ولا الفكر الأقل كأنه هو الأصل ومطلب الجميع، ولا النظر الى المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة فالثانية تُقدم إن كان ثم تعارض.
إننا أمام نقلة جديدة أتمنى ألا نقفز اليها قفزاً ففي التدرج السلامة، فالبلد مسلم، وأبناؤه مسلمون والدولة مسلمة وهذا يؤكد أن نقلتنا وفق منهجنا الرباني وان السعي إلى النهوض والتطوير فيما لا يتعارض مع ما جاء به البشير النذير صلى الله عليه وسلم والتطور في الأمور المادية يحتاج الى روية.
(*) عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بمحافظة الرس وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية |