إن الحاج والمعتمر لن يذهبا إلى سفرة سياحية للترويح عن النفس والبعد عن مشاق ومتاعب العمل، بل الحجاج والمعتمرون يذهبون لبلد الله الحرام استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى {وأّذٌَن فٌي النَّاسٌ بٌالًحّجٌَ يّأًتٍوكّ رٌجّالاْ وعّلّى" كٍلٌَ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌَ فّجَُ عّمٌيقُ ، لٌيّشًهّدٍوا مّنّافٌعّ لّهٍمً }.
لذلك فإنه يجب على الحاج والمعتمر ان يتحلى بالآداب الشرعية ومنها:
1- يستحب أن يوصي أهله وأقاربه بتقوى الله عز وجل، كما يجب عليه المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب لقوله تعالى: {وتٍوبٍوا إلّى اللَّهٌ جّمٌيعْا أّيٍَهّا المٍؤًمٌنٍونّ لّعّلَّكٍمً تٍفًلٌحٍونّ}.
2- ينبغي أن ينتخب لحجه نفقة طيبة من مال حلال لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلا طيّباً».
3- وينبغي له الاستغناء عما في أيدي الناس، والتعفف عن سؤالهم لقوله عليه الصلاة والسلام «ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله».
4- ينبغي له قبل ذلك ان يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويحذر كل الحذر من ان يقصد بحجه الدنيا وحطامها، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك، فإن ذلك من أقبح المقاصد، وسبب لحبوط العمل وعدم قبوله قال تعالى: {مّن كّانّ يٍرٌيدٍ الحّيّاةّ الدٍَنًيّا وزٌينّتّهّا نٍوّفٌَ إلّيًهٌمً أّعًمّالّهٍمً فٌيهّا وهٍمً فٌيهّا لا يٍبًخّسٍونّ، أٍوًلّئٌكّ الذٌينّ لّيًسّ لّهٍمً فٌي الآخٌرّةٌ إلاَّ النَّارٍ وحّبٌطّ مّا صّنّعٍوا فٌيهّا وبّاطٌلِ مَّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ}.
5- ينبغي للحاج أيضاً بذل البرّ في أصحابه، وكف أذاه عنهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة حسب الاستطاعة وليحسن إليهم { إنَّ رّحًمّتّ اللَّهٌ قّرٌيبِ مٌَنّ المٍحًسٌنٌينّ } ، وان يحسن أيضاً إلى كل من يحتاج إليه من الحجاج {وأّّنفٌقٍوا فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ ولا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ وأّّحًسٌنٍوا إنَّ اللَّهّ يٍحٌبٍَ المٍحًسٌنٌينّ}.
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض |