الحياة كلها تجارب ومواقف حياتية، وهناك بكل زمان ومكان أناس ناجحون خبروا الحياة وعرفوها على أصولها وخلصوا إلى نتائج وحيثيات يمكن البنيان عليها والوصول لرقي اجتماعي وحضاري وعلمي كبير
لقد استغلت الأمم المتقدمة ذلك وفجرت الإمكانيات عند أبنائها بحيث استفادت منهم لأقصى الدرجات وأخذت منهم ما يستطيعون تقديمه بعد أن قدمت لهم كل فرص النجاح والتفوق، ومجتمعنا بما يحتويه من أبنائه أو حتى من الذين وفدوا إليه ويحملون خبرات ومقدرات فكرية وعملية كبيرة هو من المجتمعات القادرة بإذن الله على استثمار هذه العقول والأفكار والتجارب بالشكل الأمثل، وللعلم فإن استثمار الفكر أثمن من استثمار المال وهو الذي يأتي بالثروة والمال والعكس ليس صحيحاً، ولهذا حرصت الأمم المتقدمة على شراء العقول النابغة والاستفادة من تجاربها بشكل أو بآخر.
إن وجود برامج مفتوحة يشارك فيها ذوو الاختصاص والمواهب مع وجود من يمثل الرأي الشرعي والاجتماعي ليمثل حالة حضارية منفتحة تؤدي لتفاعلات وتأثرات تنفع المجتمع كله بإذن الله بحيث يناقش في كل مرة فيها أمراً تذكر فيه شؤون الدنيا وتطوراتها والدين ينظم وينسق ذلك بشكل ينتهي بنتائج رائعة -إن شاء الله-.
إن البدء بذلك ولو كان متأخراً أفضل من عدم البدء به على الإطلاق، واستثمار الموجود خير من انتظار لا طائل من ورائه، والمهم أولاً وأخيراً القلوب الصافية والعقول المفتوحة لسماع الآراء الراشدة كلها والوصول لما يحبه الله ويرضاه بعيداً عن الحالة التقريرية التي يقرر بها محاضر ما الحالة بشكل دكتاتوري بعيداً عن هدي الإسلام بأن يكون الأمر شورى وبعيداً عن فهم الآخرين الذين يملكون من مقومات النجاح الكثير، ربما هكذا عرف الغرب والشرق تقدمهم التقني والتكنولوجي، ونحن بحاجة لهذا التقدم وإسلامنا يعيننا على الوصول إليها والاستفادة منها وصنعها، وربما يكمن طريقها بشيء من هذا القبيل، والله أعلم.
|