* مرات - إبراهيم الدهيش:
تعد مدينة مرات من المدن القديمة التاريخية وقد استمدت أهميتها من موقعها على طريق القوافل القديمة ولذا فلا عجب أن تزخر بالعديد من الآثار ذات البعد التاريخي العميق في مواقع وأماكن مختلفة منها.
تطرق لذكر بعض منها عدد من الرحالة في أكثر من مؤلف ومن هذه الاثار «بئر الوليدي» وحولها تروى الكثير من الحكايات التي يتداولها الرواة ودونتها كتب التاريخ.
فالمؤرخون وفي أكثر من كتاب يقولون بأن سبب التسمية نسبة إلى خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وهي بالمناسبة تقع بجوار المسجد الجامع بالديرة القديمة من جهته الغربية وذكر أن خالد بن الوليد نزل مرات أيام حروب الردة وكان متجهاً بجيشه إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب فعسكر فيها وقتاً من الزمن كي تتجمع جيوشه حيث وجد في ماء «الجفرة» والمقصود بها «غدير كميت» المشهور ما يجعله يستقر ويسقي خيله وجيشه ولكن ماء الغدير شح للكثرة العددية المتواجدة في مرات فأمر رجاله بحفر هذه البئر.
وقد ذكر ذلك الحموي في كتاب معجم البلدان حين أشار إلى مرور خالد بهذه البلدة وتطرق لذلك صاحب كتاب «مرات بلد امرئ القيس» للأستاذ عبدالله الضويحي ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه البئر منهلاً طيباً للماء حتى وقت قريب!
أما ما يتداوله الرواة فهو أن خالد بن الوليد قد أمر جنده بحفر البئر بغرض سقيا الخيل والإبل وقصد الوضوء واقتصاد ماء «الجفرة» غدير كميت للشرب لحلاوة مياهها وخوفه من انتهائه.
أما بالنسبة لماء البئر فهو دهني مستساغ الشرب ومما يلفت النظر أن الآبار حولها - حول بئر الوليد - كلها مالحة! ومن الآبار حولها بئر الحفصية ويقال إنها لبني حفص وبئر زبعارة وهي لقوم الزباعرة والذي منهم الشاعر عبدالله بن الزبعرا كما ورد ذلك في كتاب «الأعلام» للزركلي.
ويبقى السؤال موجهاً للهيئة العليا للسياحة باعتبارها الجهة المعنية بالاهتمام بالموروث اقتصادياً كان أو ثقافياً. هل من التفاتة لهذه البئر التاريخية؟!
| 
