* نيويورك د ب أ:
تدفق الآلاف من سكان نيويورك على ميدان (تايم) عشية العام الجديد ليشهدوا أكثر احتفالات الولايات المتحدة شهرة، في الوقت الذي طوفت فيه الطائرات الهليكوبتر العسكرية فوق المدينة وقام فيه رجال القناصة بدوريات لحراسة الاحتفال.
وتعرض جميع من شاركوا في الاحتفال لتفتيش الحقائب والمرور من خلال جهاز كشف المفرقعات والمعادن حتى يسمح لهم بالدخول إلى الميدان. وقامت السلطات الأمريكية بتقسيم الجمع إلى مجموعات مع احاطة كل منها بسور قبيل أن تأذن دقات الساعة الثانية عشرة بمقدم عام جديد حيث سقطت الكرات المشتعلة التي طالما عرفت بها نيويورك والقصاصات الورقية الملونة وانطلقت الالعاب النارية.
واستقبلت الولايات المتحدة العام الجديد بمجموعة غير مسبوقة من التدابير الامنية، فالمجال الجوي فوق المدن الكبرى أغلق أمام الطائرات وجرى نشر قوات اضافية من الشرطة بينما قامت الكلاب المدربة بالبحث عن المفرقعات، لم يستثن من تلك التدابير المدن الكبرى من لاس فيجاس إلى واشنطن ومن شيكاغو إلى نيويورك، فإجازة العام الجديد تأتي عقب اعلان الحكومة الأمريكية يوم الحادي والعشرين من ديسمبر رفع حالة التأهب من (مرتفع) إلى (بالغ الارتفاع)، وهي ثاني أعلى درجة في سلم مستويات التأهب، تحسبا لهجمات ارهابية.
وقالت الحكومة الأمريكية في تفسير تدابيرها الاحترازية إنها تلقت مزيدا من المعلومات الاستخباراتية من مصادرها الموثوق بها أنه يجرى التخطيط لهجمات ارهابية في توقيت مقارب لعطلات نهاية العام، ومن بين المدن التي جاء ذكرها في المعلومات الاستخباراتية مدينة لاس فيجاس، في ولاية نيفادا، التي تتلألأ أنوارها بصالات اللهو المتناثرة على شريطها مجتذبة إليها مئات الآلاف من الرواد، فللمرة الأولى أغلقت السلطات المجال الجوي للمدينة استعدادا لعرض الالعاب النارية فوق فنادقها، وجرى تعزيز قوات الشرطة في الوقت الذي قامت فيه طائرات الهليكوبتر العسكرية بدورياتها، كما أصدرت وزارة الامن الداخلي أوامرها أن تقوم الطائرات الهليكوبتر العسكرية وبدوريات شملت مدن نيويورك وواشنطن العاصمة لوس أنجليس عشية العام الجديد، بينما تشمل مدينة باسادينا في ولاية كاليفورنيا أول أيام العام الجديد. وفي مدينة شيكاغو، التي عرف عنها الاحتفال بالعام الجديد بصورة جماعية حيث يجتمع سكانها على ما يعرف ب (نيفي بيير) أو رصيف الاسطول المطل على بحيرة ميشيجان، أخذت السلطات في إيقاف الشاحنات بصورة عشوائية بحثاً عن أي شحنات ربما تمثِّل خطورة ونشرت المزيد من قوات الشرطة وخدمات الطوارئ في الشوارع كما أغلقت مجالها الجوي.
وعلى الرغم من عدم التخطيط لاقامة احتفال جماهيري بالعام الجديد في العاصمة واشنطن، فإن العاصمة الأمريكية تظل هدفا لا يغيب عن أعين الارهابيين، ومن ثم جرى نشر قوات شرطة إضافية وبصفة خاصة حول المزارات الهامة والمباني الحكومية والمركز التجاري الوطني حيث تقع كثير من المواقع الهامة في المدينة. ولم تقتصر التدابير الامنية المشددة على المدن الكبرى بل امتدت أيضا إلى المدن الصغيرة حيث عززت الشرطة من وجودها فطاف مزيد من الدوريات حول الموانئ ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمطارات والجسور. ورغم هذا كله، يبقى أكثر احتفالات الولايات المتحدة بالعام الجديد شهرة هو ذلك الذي يقام في ميدان (التايمز) في نيويورك حيث شهده مساء الاربعاء نحو 750 ألف شخص، واستعدادا بهذا الاحتفال أغلقت سلطات المدينة فتحات بالوعات الصرف الصحي باللحام وأزالت جميع صناديق البريد وبيع الصحف بينما انتشر رجال الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية وسط الجماهير الحاشدة، وانتشر رجال مكافحة الارهاب وسط الجماهير حاملين أجهزة استشعار الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، كما جرى إيقاف السيارات المتوجهة إلى نيويورك وتفتيشها وحظرت المشروبات الكحولية والالعاب النارية في احتفالات ميدان(التايمز)، وعلى الرغم من ذلك فقد علق أحد أعضاء مجلس النواب بقوله إنه لن يذهب إلى احتفال ميدان (التايمز) «مهما كانت المغريات».
وأضاف العضو كريستوفر شايز عن ولاية كونكتيكت «لن أذهب إلى تلك الاماكن المزدحمة التي تتزاحم فيها الجماهير مما يسفر عن وقوع إصابات عند تدافعها لدى إصابتها بالذعر». وطمأن عمدة نيويورك مايكل بلومبرج الجماهير بأن (التفاحة الكبرى) آمنة ولا خوف عليها، فهو بنفسه الذي سيجذب المفتاح الكهربائي الذي سيسقط الكرة الهائلة المشتعلة من فوق أحد المباني المرتفعة المطلة على ميدان (التايمز) عند منتصف الليل بالاشتراك مع شوشانا جونسون، وهي إحدى سجناء الحرب السابقين في العراق.
|