* بم طهران - واشنطن الوكالات:
هزت أربعة توابع مدينة بم الايرانية امس الخميس في حين فوجىء عمال الانقاذ برجل حي بين الانقاض بعد ستة أيام من الزلزال الذي دمر المدينة.
واعتقد عمال الهلال الاحمر الايراني في البداية ان يد الله سعادات «27 عاما» ضمن الموتى عندما عثروا عليه تحت أنقاض منزل في شمال مدينة بم لكنهم فوجئوا عندما وجدوه يغمض جفنيه.
وحوصر سعادات تحت خزانة ملابس حمته فيما يبدو من الانقاض.
وحتى أمس الاول قال أطباء وجنود ايرانيون ان 11 على الاقل من بينهم امرأة عمرها 80 عاما انتشلوا أحياء من تحت الانقاض خلال الاربع والعشرين ساعة السابقة، لكن مسؤولين قالوا ان عدد القتلى الناجم عن أسوأ كارثة طبيعية في إيران خلال 13 عاما على الاقل قد يصل إلى 50 ألفا وان معظم فرق الانقاذ توقفت عن البحث عن مزيد من الناجين.
وعن التوابع التي هزت مدينة بم الواقعة على بعد ألف كيلومتر جنوب شرقي طهران امس الخميس قال أحد السكان «شعرت وكأن قطارا تحت الارض يسير على خط متهالك».
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة ان معظم سكان المدينة الذين يبلغ عددهم الآن 40 ألفا من بين نحو 103 آلاف كانوا يعيشون فيها يقضون ليالي الشتاء الباردة في خيام، أما الباقون فإما في عداد الموتى أو المفقودين أو في مراكز للعلاج أو أنهم غادروا المدينة.
وتدمرت 90 في المائة من مباني المدينة أو على الاقل لحقت بها أضرار في الزلزال الذي هزها قبل فجر السادس والعشرين من ديسمبر كانون الاول. وقسمت المدينة إلى 21 قطاعا ويجري عمال الهلال الاحمر حصرا دقيقا للناجين واحتياجاتهم.
وانضم إلى جهود الانقاذ فريق أمريكي يضم 80 من العاملين في المجال الطبي وخبراء الانقاذ قوبلوا بترحاب حار.
وقال ديوي بيركس ضابط الاتصال بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية «عانى سكان هذه المنطقة كثيرا جدا بسبب هذا الزلزال، لكن الحفاوة التي قوبلنا بها كانت مذهلة حقا».
وكانت الولايات المتحدة قد قطعت العلاقات مع طهران عقب الثورة الاسلامية عام 1979. وقالت الخزانة الامريكية انها خففت القيود المصرفية على إيران مؤقتا للاسراع بتدفق المعونات الإنسانية.
وساهمت مشاركة الولايات المتحدة في جهود الاغاثة وما قوبلت به من حفاوة ايرانية في اذابة قدر من الجليد في العلاقات بين البلدين.
وبينما كان عمال الاغاثة الامريكيون ينصبون خيمة رفع عليها علم امريكي كبير قال رجل الدين الشيعي الشيخ احمد فيض «ان يأتي امريكيون إلى هنا ويساعدوننا في موقف كهذا.. فإنني وكل الايرانيين نقدر ذلك حقا».
وانتهز وزير الخارجية الايراني كمال خرازي فرصة بدء العام الميلادي الجديد لتوجيه الشكر لنحو 1700 عامل اغاثة أجنبي جاءوا من نحو 60 دولة إلى مدينة بم، وقال ان إيران لن تنسى أبدا جهودهم.
وقال «وجودكم في بم في مثل هذه الظروف الاستثنائية في وقت من المفترض أن تحتفلوا فيه بالسنة الجديدة في دياركم ومع عائلاتكم يبرهن على أنه رغم كل الارهاب والعنف فان جوهرة الإنسانية لا تزال تتلألأ».
واعلنت الولايات المتحدة مساء الاربعاء تعليقا موقتا وجزئيا للعقوبات المالية التي تفرضها منذ اكثر من 20 عاما على إيران، بغية تسهيل ارسال المساعدة الإنسانية الأمريكية إثر الزلزال العنيف الذي ضرب بام (جنوب شرق إيران).
وهذه البادرة الأمريكية الجديدة هي الاخيرة في سلسلة من أشارات التهدئة التي وجهتها واشنطن اخيرا إلى طهران التي صنفها الرئيس الأمريكي جورج بوش في «محور شر» مع بيونغ يانغ وبغداد بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
وجاء القرار الأمريكي في اطار مرسوم لوزارتي الخارجية والخزانة يسمح للأمريكيين على مدى ثلاثة أشهر القيام بتبرعات بالدولار مخصصة للمساعدات الإنسانية إلى إيران.
وجاء في المرسوم «اعتبارا من 27 كانون الاول/ديسمبر 2003 يسمح للمواطنين الامريكيين على مدى تسعين يوما القيام بتبرعات إلى منظمات غير حكومية في دعم مباشر للجهود الإنسانية وجهود اعادة البناء التي تبذل في إيران إثر الزلزال في بام».
وبموجب الاجراءات التي كانت مطبقة حتى الآن بإشراف وزارة الخزانة يحظر على الأمريكيين تحويل الأموال إلى إيران بالدولار.
وسيسمح المرسوم إلى موظفي المنظمات الإنسانية غير الحكومية الأمريكية بالتوجه إلى إيران من دون إذن خاص.
|