حملة للقوات الأمريكية والشرطة العراقية في بعقوبة للبحث عن خلية إرهابية
اعتقال تسعة مطلوبين والعثور على أسلحة في غارة أمريكية

  *بغداد - د . حميد عبدالله - الوكالات :
يعيش الجنود الأمريكيون وقوات الشرطة العراقية درجة عالية من الاستنفار والتأهب تحسباً لوقوع مزيد من الهجمات في بداية العام الجديد بعد ان تسبب انفجار سيارة ملغومة في مطعم ببغداد في مقتل خمسة اشخاص اثناء الاحتفال بالعام الجديد، ودمر الانفجار مطعم النبيل الراقي قبل نحو ساعتين ونصف الساعة من منتصف الليلة الماضية وادى إلى دمار واسع في المطعم وخارجه وتسبب في اصابة 24 شخصا بجراح بينهم ثلاثة مراسلين اجانب يعملون لصحيفة لوس انجليس تايمز الأمريكية.
وفي بلدة بعقوبة الواقعة على مسافة 65 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة العراقية شن نحو الف جندي أمريكي و400 من عناصر الشرطة العراقية حملة كبيرة اثناء الليل بحثا عن اعضاء خلية ارهابية قيل انها مسؤولة عن هجمات ضد القوات الأمريكية.
وقال الكولونيل ديفيد هوج من الفرقة الرابعة مشاة الأمريكية ان القوات الأمريكية اعتقلت تسعة من بين 11 مطلوبا من قادة الخلية كما اعتقلت قوات الشرطة العراقية 16 من بين اعضاء الجماعة العشرين، كما عثر على كميات كبيرة من الاسلحة خلال الغارة، وكان القادة العسكريون الأمريكيون يخشون من ان المقاومة العراقية ربما تشن هجمات خلال العام الجديد لتبعث برسالة مفادها انها ستواصل حملتها لطرد القوات المحتلة رغم اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الشهر الماضي.
ووقعت سلسلة من الهجمات بالصواريخ وقذائف المورتر في ذكرى الميلاد في بغداد، وقال البريجادير جنرال مارتن ديمبسي قائد الفرقة المدرعة الاولى والمسؤولة عن الامن في بغداد للصحفيين امس الأول«دائما نتوخى مزيدا من اليقضة والحذر في تواريخ هامة.. جمعنا معلومات مخابرات حول ما قد يحدث خلال الاثنين والسبعين ساعةالمقبلة.. ويمكنك ان تكون على ثقة بان فرقة المدرعات الاولى ستكون مستعدة للقيام بما يتوجب عليها القيام به.
«واضاف ديمبسي «لدينا قرار واحد فقط للعام الجديد وهو الاستمرار في جهودنا الحثيثة لتوفير الامن والسلامة للشعب العراقي».
وقال العاملون في مطعم النبيل ان ما يزيد عن 40 شخصا كانوا بالمطعم وقت الانفجار والذي هرعت على اثره القوات الأمريكية وسيارات الاسعاف العراقية وقوات الشرطة والاطفاء إلى المكان.
ووصف احمد قادم ابراهيم قائد الشرطة العراقية الهجوم بانه هجوم اجرامي وعمل ارهابي ارتكبه اناس تجردوا من كل الاخلاقيات وقال ان سبب الانفجار كان سيارة ملغومة مليئة بالمتفجرات، وتحمّل واشنطن موالين لصدام ومتشددين اجانب مسؤولية الهجمات على قوات الاحتلال وعلى المنظمات الدولية والعراقيين العاملين معها، وقتل ما لا يقل عن 327 فردا من القوات الأمريكية في العمليات منذ ان بدأت الحرب في مارس اذار الماضي. وبلغ عدد قتلى القوات الأمريكية منذ انتهاءالعمليات العسكرية الرئيسية في الاول من مايو ايار الماضي 212 فردا، ومع بدء العام الجديد كانت شوارع بغداد شبه خالية اذ فضلت الغالبية التزام منازلها بعد ان شعر الناس بالانفجار في مطعم النبيل في وسط بغداد.
وفي مدينة كركوك الشمالية لقي خمسة عراقيين على الاقل حتفهم وأصيب 20 اخرون بالرصاص خلال احتجاجات في المدينة النفطية التي يسعى الاكراد لمزيد من السيطرة عليها، وخرج بضعة الاف من المحتجين العرب والتركمان في مسيرة أمام مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعد أحد فصيلين كرديين رئيسيين وأحاطوا بالمبنى وهتفوا معلنين رفضهم خطة تستهدف تحويل العراق لدولة اتحادية وان «كركوك عراقية» ومنذ سقوط صدام في ابريل نيسان مد اكراد العراق نفوذهم من المنطقة الكردية الشمالية التي سيطروا عليها منذ حرب الخليج عام 1991 إلى كركوك ويقومون بالدور الرئيسي في الادارات المحلية ويتعاونون مع الجيش الأمريكي، ويقترح الاكراد من اعضاء مجلس الحكم العراقي ان تضمن حكومة عراقية اتحادية مستقبلية حكما ذاتيا اوسع نطاقا للاكراد في المنطقة الشمالية على ان تكون كركوك عاصمتها وان يكون لهم صوت في مناطق اخرى تضم اعدادا كبيرة من الاكراد، ويعارض هذا الاقتراح بشدة التركمان والعرب.
وتعتبر تركيا نفسها حامية للاقلية التركمانية في العراق وهي تعارض بشدة تعزيز قوة الاكراد ونفوذهم في شمال العراق.