ما ذكرت أعلاه أسماء من البيئة لنساء لنا، عدا الأخير، وهي أسماء ورثناها ضمن ما ورثنا من إرث، سارت معنا حتى اليوم، وقد قرأت في جريدة «الجزيرة» في عدد مضى أن هناك عدداً من الرجال غيروا أسماءهم التي قدّت من البيئة إلى أسماء أخرى، وكذلك فعل نساء من نسائنا فغيَّر بعضهن اسم هيلة إلى سوسن أو اريج، وفلوة إلى هيام، ووضحاء تغيّر اسمها إلى ريم أو هند أو نارمين. أما الرجال الذين سماهم آباؤهم على أسماء أجدادهم فتركوها إلى أسماء جديدة مثل: مهند وسامي وباسم ورياض وغير ذلك من الأسماء المعصرنة.
ولا اعتراض على اختيار الناس لأسمائهم، فهم أحرار في الاختيار، لكن السؤال هو: ما الداعي إلى تغيير الاسم الذي عرفت به الأسرة واختصت به، إلى اسم خارج عن سربها لمجرد أن البعض لا يستسيغه أو ينسب التخلف إلى مَنْ تَسَمَّى به؟
هنا تبرز الصلابة والقوة في الحفاظ على الاسم الذي عُرف به الشخص، لكن ربما أن المعولمة جاءتنا بشيء جديد يرغم على التخلي حتى عن أسمائنا إلى أسماء عالمية جديدة، وهذا فيه كثير من الجحود لعرق الأرض وصلابة الرجال، ولعل القارئ العزيزيرى على الشاشة التفزيونية أسماء بعض الإخوة العرب في الشام أو المغرب العربي أو العراق، فيجد فيها جذوراً عربية صرفة وهي الأسماء التي تدل على أنها قد جاءت من الخشونة والصلابة والقوة، مثل: ليث وجبَّار وعقاب وصقر وغيرها من أسماء الصلابة والشدة.
لا أتحسر على فقدان أسماء خشنة بقدر ما أتحسر على ألا يكون لنا اعتزاز حتى بالاسم الذي عُرفت به الأسر في المملكة العربية السعودية، لأنها تميزنا على الأقل ثم لأنك لو سمعت اسم سعود أو تركي أو فيصل لعرفت أنه من الأسماء الخاصة بالأسرة المالكة عادة وكذا ستجد أسماء لأسر عرفت بها مثل: اسماعيل وبراك وربيعان وهيضل وجلبان وسويِّد وراكان... وغيرها من الأسماء التي هي منا ولنا، فهل بقي شيء لم يتغير ابتداء من تصميم البيوت وحتى تصميم الأسماء؟
إنني أهمس في اذن الشباب السعودي الذي يحمل اسماً هو من البيئة وتوارثه أب عن جد ألا يؤثر فيه غيره ليطلب تغييره، فهذا اعتبره بداية انحسار في زمن يجب أن نتمدد فيه، ثم إذا تخليت عن اسم اسرتك مهما كانت صلابة نطقه فهذا يعني الانسلاخ تدريجياً حتى نصبح - لا قدَّر الله - بلا لون ولا طعم ولا تميّز يميزنا ولو بالأسماء فقط، أما النساء فليتهن يحافظن على أسماء جداتهن وكُنَّ نعم الجدات المؤمنات اللائي ربين أجيالاً هم الآن منارة علم وفكر، رحم الله أجدادنا وآباءنا أجمعين. ولله في خلقه شؤون.
فاكس 2372911 |