علَّق السيد/ دانغ شنغ تانغ على علاقات الصين مع بعض الدول الكبرى ملفتاً النظر إلى نتائج العام الميلادي المنصرم.
فذكر أن الإدارة الأمريكية متمسكة بسياسة الصين الواحدة، وبروح مبادىء البيانات المشتركة الثلاثة، وبمعارضة استقلال تايوان وهذه مواقف هامة واستراتيجية تحتاجها الصين، وتعتبر الجسر المتين لاستمرار العلاقات الطيبة بين الدولتين الكبيرتين والعضوين الدائمين في مجلس الأمن.
لكن الولايات المتحدة، واصلت هجماتها المتتالية دون هوادة على العملة الصينية «آر إن بي» وذلك بالضغط لتعويمها أو تقويتها، لأن الولايات المتحدة ترى أن سعر العملة الصينية لا يعكس حقيقتها، وأنها أقوى بكثير من سعر صرفها الحالي، وهي تحاول جاهدة في جمع تحالف للانقضاض عليها لتعويمها أو الرفع من قيمتها، حتى يمكن الحد من تدفق السلع الصينية إلى الأسواق العالمية ومنها السوق الأمريكي الذي يعاني من العجز في الميزانية والبطالة وكذلك السماح للسلع من دول أخرى بالدخول إلى الأسواق الصينية.
الذي لا يعرفه الكثير من الناس في الصين وخارجها أن هناك بعض الشروط اشترطتها الولايات المتحدة بصفة ثنائية عند انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية ومنها أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين على أنها دولة لا تطبق «النظام الاقتصادي الحر» ولمدة خمسة عشر عاماً، ولهذا فإنه يحق للولايات المتحدة إجراءات استثنائية للحماية ضد المنتجات الصينية المصدرة ولفترة 12 سنة، كما يحق لها الحد من كمية منتجات الغزل والنسيج الصينية وفرض قيود عليها لفترة 8 سنوات، كما يحق للولايات المتحدة ولمدة عشر سنوات اللجوء إلى «آلية المداولة» وهذا يعني ان للولايات المتحدة حق المراجعة والتدقيق في سياسة الصين التجارية.
إن هذه البنود التي وافقت عليها الصين كشرط لقبولها عضو في منظمة التجارة العالمية جعلها أسيرة لقرارات الإدارة الأمريكية، عند استخدامها لهذا الحق غير العادل في نظر الصينيين وهذا ما بدأت تمارسه الولايات المتحدة للضغط على العملة الصينية لتعويمها أو رفع قيمتها وهو مالا يتفق مع مصلحة الصين، ورغبة الساسة فيها.
لقد لوحت الولايات المتحدة باستخدامها بعض البنود التي تضمنتها الاتفاقية الثنائية ثم استخدمتها مع بعض منتجات النسيج كإشارة رمزية الى المزيد من الاستخدام على نطاق واسع إذا لم تنظر الصين للطلب الأمريكي بعين الاعتبار، وتأخذه مأخذ التنفيذ وهذه الخطوة العملية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية وجدت نقدا من قبل الحكومة الصينية، غير أن الحكومة الصينية بحكمتها المعروفة المستمدة من ثقافتها الصينية تعلم يقيناً أن أي قرار مضاد، قد لا يحقق المصلحة المرجوة، ولهذا فهي تمشي بحذر شديد في طريق ليس مفروشا بالورود.
ليس المهم فيما تم فهذا أمر لن يعيق المسيرة التنموية الصينية المتسارعة غير أن الأهم هو النظر إلى الخطوات اللاحقة التي ستقدم عليها الولايات المتحدة إذا استمر العجز في الميزان لصالح الصين بهذا المقدار بأكثر من 15 مليار دولار مع تبادل تجاري بين البلدين بلغ عام 2003م 85 مليار دولار.
إن الصين قد وسعت من تبادلاتها التجارية مع العالم الخارجي ليصل تبادلها التجاري إلى ما يزيد عن 900 مليار دولار وبفائض لصالحها يبلغ نحو 84 مليار دولار، وهذا سيوعز دولاً أخرى للحذو حذو الولايات المتحدة وهو ما لا تريده الصين.
| 
