وجاء روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة ومضى ليزور عددا من البلدان التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية.. وروجرز هو صاحب مشروع السلام الذي لم توافق عليه إسرائيل حتى الآن على الرغم من ضمانه لها ما كانت ولا تزال تنشده من أمن وحدود معترف بها، وكان الرئيس عبدالناصر قبل وفاته قد بادر لقبول المشروع ولا يحيد الرئيس اللاحق السادات خطوة مما رسمه له زعيمه الراحل.
ومع ذلك ظلت اسرائيل تحاول وتراوغ على عادتها «اليهودية» في اللف والدوران والذبذبة، ولم يصدر عن زعمائها أي تصريح اللهَّم بل أي كلمة الا وتؤكد فيها عزمها على الاحتفاظ بما تفرض عليه سلطانها العسكري من أرض سيناء والضفة الغربية والجولان معتبرة القدس عاصمة لها.
كل هذا معروف من قبل الجميع ولا نزال نجتره منذ ان صدر قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب إسرائيل إلى ما قبل حدود حزيران/ يونيو 1967. لهذا فهل لنا ان نخرج بسؤال جديد للزائر الوافد من بلاد «العم سام» السيد وليم روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة ونحن نرحب به: ما دمت تعرف وأنت في واشنطن كل هذه الأمور وتعلم علم اليقين ان مشروعك لن ينفذ إلا إذا استعملت دولتك ضغطها: هل لديك من جديد؟
نحن على مثل اليقين بألا جديد تحت الشمس وان ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بأخذ حق من عدو غاشم وان إسرائيل ستظل على موقفها لأن أياً من أمريكا وروسيا تلك من أجل إسرائيل وهذه من أجل العرب «على الأقل السائرين في ركابها» لن تشعل حرباً عالمية فهلا اعتبرنا زيارة السيد روجرز زيارة اطلاع وعدنا إلى أنفسنا لنحقق ما نريد عن طريق القوة والقوة فحسب ام نحن لا نزال في دوامة عملية تخدير الشعب العربي فترة أخرى من الزمن (18-20) لنسمح لاسرائيل بالمزيد من القوة والاستعداد والاحتجاج بسياسة الأمر الواقع لتنطلق مرة أخرى في حرب مفاجئة «وطبعاً من جانبها مثل العادة» ولنعود مرة أخرى متباكين على الحدود الحالية ما لم نعد للأمر عدته؟!
قليلاً من التفكير يا عرب بهذا الماضي القريب والتاريخ كما يقولون يعيد نفسه، ومرة أخرى اعملوا على وضع مشروع بأنفسكم وليكن هذا المشروع مستندا إلى فوهة المدفع وأزيز الطائرة ومليون جندي من المشاة على خطوط النار يساندهم ثلاثة أو أربعة ملايين قد تهيأوا للموت في سبيل محو عار 1967 والمضي في حرب مصيرية قولا وفعلا لا خطباً وبيانات، مرة واحدة حرب طويلة الأجل لا حرب ستة أيام وإنا لمنتظرون ونرجو الله ألا يطول هذا الانتظار.
|