أثناء تجولي في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «جنادرية 19» انتقلت بي الأيام إلى ذلك العهد الذي قضى فيه آباؤنا وأجدادنا حياتهم وسط فرقة وشتات، وجوع وخوف، وعسر وضنك عيش، إلى أن يسر الله عز وجل لهذه البلاد الملك المؤسس: عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - فلم الله به الشمل، ووحد به الكلمة، تحت راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فانتشر الأمن في عهده وسادت الطمأنينة والرخاء على شعبه، وما زلنا - ولله الحمد - حتى هذا اليوم ننعم بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بتوفيق الله عز وجل ثم بتطبيق شريعة الله تعالى في البلاد وبين العباد. فنحمد الله عز وجل على هذه النعمة التي نعيش في كنفها وتحت ظلالها، في حين ان الناس من حولنا يتخطفون، حتى أصبح الأمن في بلادنا مضرب المثل في جميع أصقاع المعمورة.
ولكي تدوم نعمة الأمن والأمان كان لابد من شكر الخالق جل وعلا على هذه النعم، وأن نلزم جماعة المسلمين وننبذ الفرقة والخلاف، وان نسمع ونطيع ولاة أمورنا وعلماءنا الربانيين، وأن نوحد الكلمة ونقف صفا واحدا في وجه كل من أراد أن يوقد الفتنة في بلاد الحرمين الشريفين: مهبط الرسالة وقبلة المسلمين وقاعدة الإسلام وحصن الإيمان ومعقل الدعوة.
نقف صفاً واحداً في وجه كل حاسد وحاقد امتلأ قلبه غيظاً وكمداً مما نعيشه من أمن واستقرار.
نقف صفاً واحداً في وجه كل من أراد أن يهز كياننا ويفرق كلمتنا مهما استخدم من عبارات براقة وخطابات مضللة تخفي تحت أنيابها الحقد الدفين للإسلام وأهله.
نقف صفاً واحداً في وجه كل من جعلوا من أنفسهم وقوداً لفتنة عمياء وإجرام أسود انقض على الأطفال والنساء في بلاد الحرمين الشريفين. إن مصدر الأمن في بلادنا هو التمسك بشرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولذا مهما حاول الأعداء الكيد والتآمر فلن يصلوا إلى مطلوبهم ما دمنا متمسكين بشرع الله المطهر، ملتفين حول ولاتنا وعلمائنا فالسفينة واحدة والمصير واحد وما تعيشه بلادنا اليوم من تلاحم وترابط بين القيادة والشعب في نبذ تلك الأفعال الشنيعة والأفكار الهدامة أكبر دليل على انتماءنا لهذا الكيان العظيم الذي نتفيأ ظلاله وننعم في أكنافه.
نسأل الله عز وجل ان يديم علينا هذه النعم وأن يوفقنا للقيام بشكرها وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
|