* الرياض عبدالرحمن آل هشام:
رعى ظهر أمس صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية حفل تكريم المتقاعدين من رجال القوات المسلحة حيث بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى الفريق ماجد العتيبي كلمة المتقاعدين بعد ذلك تحدث صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان إلى المحتفى بهم حيث قال:
من متقاعد سابق إلى متقاعدين جدد، أوجه تحية وشكراً وتقديراً.
تحية لزملاء سلاح، أدّوا واجبهم، وحملوا أماناتهم، وأفنوا عمراً في شرف خدمتهم العسكرية، وشكراً لرفاق درب، ضحوا وبذلوا وما بخلوا.
وتقديراً لإخوة مصير، ما شحّ عطاؤهم ولا ادخروا فيه وُسعاً
وحمداً لله، أن أنعم عليهم بالصحة والحيوية، وهم يغادرون مواقعهم العسكرية.
أَلِفَ المتقاعدون، في مثل هذه المناسبات، الاستماع إلى كلمات الوداع وأمنيات السعادة، ولكني حرصت أن نغير ما تعودناه، فنتبادل الفكر ونتداول الحوار، فلحظات التقاعد من أقسى الفترات التي تمر على الإنسان، حين يطوي سجل حياته العسكرية، ويترك سلاحا ما غادره سنين طوالا، ويخلع لباسا طالما ازدان به عمراً، ويتوارى عن ميدان ما بَرِح يردد صدى خُطاه.
مشاعر لا تنسى، ولكنها طبيعة الحياة العسكرية، بل سنة الحياة قاطبة، فلا تشبث بالمناصب والألقاب، ولا بقاء على الكراسي، فالكراسي لا تدوم، ولا تورث، إنها سُنة الكون، فلا بقاء لغير وجهه، ولا خلود إلا لملكوته.
وما الخدمة العسكرية إلا مرحلة من مراحل العمر، انطوت بحلوها ومرها، فلنحاذر الاستسلام للراحة، والاخلاد إلى الدّعة، ولنبادر إلى مرحلة أخرى جديدة، تستلهم العزم والتصميم، فنشغل انفسنا بما يفيدنا ويفيد أمتنا، نَصِلُ من قطعنا، ونجتهد فيما أهملنا، ونعكف على ما أجلنا، وكأننا نبدأ من جديد!
فمن رغب في دخول قطاع الأعمال، فلا يتردد، وليسارع إلى المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، ومن ركن إلى الأعمال الخيرية، اجتماعية أو طبية أو تعليمية، فلا يتوانَ، وليتعجل الشكر في الدنيا والثواب في الآخرة، ومن آثر التفرغ لتربية أولاده وتعليمهم، فقد أدى إليهم حقهم، وشارك بأسرة سوية في بنية وطن منيع.
فالمتقاعد يمتلك خبرة إدارية منضبطة، لا تُجارَى.
وكفاءة قيادية، تمرّس بها مدة غير يسيرة.
ومهارة فنية ألحّ في طلبها حتى اكتسبها.
وتقنية مهنية، طمح في السعي إليها، فنالها.
وكما تعلمون فإن سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وجّه بإنشاء جمعية لمتقاعدي القوات المسلحة، عندما شرف حفل تكريمهم، منذ خمسة عشر شهراً، وتبرع سموه بخمسة ملايين ريال، دعماً للجمعية، ولكن، لم تتخذ حتى الآن، أي إجراءات تنفيذية، لأسباب شتى، منها عدم الاتفاق على اسم لهذا المشروع، والتروي في اختياره خشية ان يكون سبباً لتعقيدات روتينية، فضلاً عن عدم تحديد الأنشطة والمهام والمزايا، التي سيوفرها للمتقاعدين، وكذلك مصادر التمويل الدائمة، كي يستمر دون معوقات، والأهم من ذلك كله، أن المستفيدين من المشروع، لم يبادروا إلى أي مقترحات، عدا اثنين فقط، لذا، فإنني أرى ضرورة تعرف آرائكم ومقترحاتكم وتطلعاتكم، التي ترونها محققة لما يُرجَى من هذا المشروع.
إن القوات المسلحة، وعلى رأسها سمو سيدي وسمو نائبه، والوطن كله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لن ينسوا للمتقاعدين جهدا، أثروا به مسيرة وطنهم، ولن يُبخس حق من افتدى دينه ثم مليكه ووطنه.
أتمنى لكم حياة مثمرة سعيدة، ترضون عنها ويهنأ بها كل من حولكم.
ثم قام سموه بتكريم المتقاعدين توزيع الشهادات والدروع عليهم. عقب ذلك شرف سموه حفل الغداء المعد بهذه المناسبة.
|