* الرياض وهيب الوهيبي:
أقام سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مساء أمس الأول الحفل السنوي لتكريم أعضاء هيئة كبار العلماء على هامش انعقاد اجتماعات الدورة الستين لهيئة كبار العلماء وذلك بمقر الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد بالرياض بحضور عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء وجمع من الدعاة وطلبة العلم.
وقد ألقى سماحته كلمة بهذه المناسبة أكد فيها ان كل مسلم يحمل همّ هذا الدين ويسعى لحل مشاكل الأمة وما يعلي شأنها ويرفع قدرها، مشيراً إلى ان الجميع يشعر بما آل إليه واقع الأمة من ضعف وتنافر وتفرق حتى صارت شيعاً وأحزاباً ليس على مستوى الأمة فحسب بل امتد ليشمل الأفراد فدبت بينهم العداوة والبغضاء والحسد والاعتداد بالرأي إلا من رحم الله .
وأكد سماحته ان من أعظم العلاج لهذا الداء الرجوع إلى الله والتوبة ومحاسبة كل إنسان نفسه فيتمسك بأوامر الله ويبتعد عن نواهيه.
وشدد سماحة المفتي العام بأن على العلماء التعاون والتآلف والاجتماع على الخير فيما بينهم لأنهم القدوة وهم ورثة الأنبياء والناس بحاجة ماسة إلى توجيههم وارشادهم فعليهم ان يبينوا شرع الله ويوضحوا الحلال والحرام، وان يقتحموا ميادين الدعوة ووسائل الإعلام المختلفة، مؤكداً سماحته على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب وتثقيفهم والأخذ على أيديهم لتجنيبهم المنزلقات والأخطار.
وحذر سماحة المفتي العام في معرض كلمته إلى خطورة التساهل في شأن الفتوى فهي إخبار عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم موضحاً ان من كانت بضاعته قليلة في العلم عليه ألا يخوض في الفتوى إلا عن علم ودراية من الكتاب والسنة.
وأضاف سماحته قائلاً: إن كثيراً من الفتن التي وقعت انطلق أهلها من فتاوى لبعض من قَلَّ علمه فوقعوا في المحذور والآراء الشاذة والأفكار المنحرفة.
مشيراً إلى ان السلف الصالح كانوا يتوقفون عن إصدار الفتاوى ليس عن جهل بل ليؤدبوا غيرهم.
وفي ختام كلمته دعا سماحته الله ان يحفظ هذه البلاد من الفتن وان يعصمها من الشرور ويحفظ شبابها لما فيه صلاح دينهم وأمتهم.
من جانبه ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء كلمة أوضح فيها ان على العالم والداعية ان يظهر أثر علمه على سلوكه وخلقه وتصرفاته وفي تعامله مع الآخرين ومراقبة الله عز وجل فيما يقوله ويفعله، كما ان على العالم الاهتمام بمصالح الأمة لأنهم أولى الناس في حل مشاكل المجتمع، ولذا فعليهم التعاون والاجتماع لايجاد الحلول لهذه المشاكل سواء كانت اجتماعات رسمية أو فردية.
وأضاف الشيخ اللحيدان قائلاً: ان العالم في هذا البلد واجبه أكبر وحمله أثقل لانه قلب الإسلام ومنه انطلقت قوافل الدعوة وإذا حجر عليه ضيق على العالم الإسلامي اجمع، مشيراً إلى ان على كل مسلم ان يساهم بما يستطيع للدعوة والإرشاد، ومنع الرويبضة ان يتكلم في قضايا الأمة والمجتمع.
وأكد فضيلته ان على العالم ان يوضح للشباب الغيرة على الدين وثمراتها وكيف يعبر عنها بما يصلح ويلم الجمع لئلا يحصل ما لا تحمد عقباه.
وفي ختام الحفل تناول الجميع طعام العشاء بهذه المناسبة.
|