* مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي - عمار الجبيري - أحمد الأحمدي:
أوضح نائب رئيس اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الدكتور راشد الراجح ان جلسات هذا اللقاء اتسمت بشمولية أكثر وبصراحة وشفافية وحرية تعبير بمشاركة فعالة من المشاركين والمشاركات في جميع محاور اللقاء الخمسة حيث تبودلت وجهات النظر المتنوعة وكل مشارك عبر عن رأيه بالطريقة التي يراها وقوبلت هذه الآراء بتقدير واحترام وكان هذا اللقاء والنقاش والمداخلات تتسم بأدب الحوار المعروف وبالاخلاق التي عرف بها السعودي العربي المسلم وتمت في جو من الشفافية والوضوح وحرية التعبير.
وبين في كلمة ألقاها الدكتور الراجح في بداية اللقاء الصحفي اليومي الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ضمن فعاليات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري والذي يقام في مكة المكرمة انه تم في هذا اليوم مناقشة الجانب الإعلامي حيث أجاب الباحثون على تلك المداخلات إجابات واضحة وصريحة علما بأن هذه البحوث التي قدمت سلمت الى المشاركين في وقت سابق لدراستها وكان النقاش كما يقال الحكم على الشيء فرع من تصوره.
وأكد ان مثل هذه اللقاءات كلها خير حتى لو لم يكن فيها إلا مجرد ازالة الوحشة والتردد والتحفظ مشيراً إلى انه الآن أصبح الجميع تحت مظلة واحدة تسودها المحبة والاخوة والشفافية التي تنبع من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.
وأفاد ان ما تم نقاشه في هذا اليوم كان ولله الحمد مهتديا بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وكانت الاراء جيدة والمداخلات قيمة والردود واضحة مشيراً إلى ان محاور اللقاء الخمسة كلها تم الانتهاء من مناقشتها هذا اليوم وسيكون يوم غد هو آخر أيام هذه اللقاءات ويكون فيه البيان الختامي والتوصيات مؤكداً انها توصيات جيدة والبيان الختامي واضح وسوف يرفع الى ولي الامر حفظه الله ولسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني وكلهم بحمد الله وتوفيقه يؤيدون هذا اللقاء وحريصون كل الحرص على كل ما فيه خدمة الوطن والمواطن.
ثم تحدث الدكتور أحمد بن نافع المورعي عن بحثه المعنون (حرية الرأي والتعبير في وسائل الاعلام واثر ذلك على فكر الغلو والتطرف) حيث أكد انه لا تقدم ولا تنمية بدون حرية ولا حرية بدون مسؤولية، ولا خطر على الحرية أشد من سوء استخدامها ولا ضمان لاستمراها أفضل من ضوابطها.
وأوضح ان البحث يهدف الى تسليط الضوء على أمرين الأول حرية الرأي وحق التعبير في الاسلام، الثاني الاستخدام الجائر لحرية الرأي والتعبير مما يترتب عليه تغذية فكر الغلو والتطرف مشيراً إلى ان البحث سعى الى استقصاء الضوابط التي تحمي حرية الرأي والتعبير وتحول دون استخدامها بشكل مسيء للمجتمع وثوابته.
وعرض البحث نماذج مشرقة من الحضارة الإسلامية في حرية الرأي والتعبير مستشهدا في ذلك بخطاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه: إني وليت عليكم ولست بخيركم فإذا رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فسددوني.
ثم استعرض الدكتور علي بن شويل القرني في بحثه المعنون (الخطاب الإعلامي السعودي دراسة تحليلية لتعددية الرؤى الاجتماعية) حيث أبان ان مفهوم الخطاب يبدأ ويتشكل من خلال أحداث كبرى تؤثر على مسيرة المجتمع من خلال خلافات معينة أو من خلال صراعات بين دول أو مشاكل داخلية أو خارجية كل هذه تؤسس لبناء مفهوم خطاب عام في المجتمع ينعكس على الخطاب الاعلامي.
وأشار إلى أن الدراسة التي قام بها كانت تستعرض تحليل مضمون نموذج من نماذج الصحافة السعودية وهي صحيفتا الوطن والرياض وهما نموذجان يمثلان باقي الصحف الاخرى وقد توصلت الدراسة الى وجود خطابين رئيسين هما يحددان توجه الصحافة بشكل خاص لكن تنعكس أيضا على رؤية الاعلام المرئي والمسموع مشيراً الى ان هاذين الخطابين هما الخطاب الليبرالي والخطاب الوسطي المحافظ المعتدل ففي الخطاب الليبرالي وصلت المادة المقالية الى الخمسين في المائة والخطاب الوسطي وصل الى نفس النسبة تقريبا مؤكداً ان الخطاب المتطرف كان غائبا في وسائل الاعلام.
بعد ذلك أجاب المشاركون في اللقاء الصحفي حيث أكد الدكتور راشد الراجح ان الحوار مبدأ إسلامي وانه متاح وهو سنة نبوية ومنه تنبثق الحقيقة مبينا ان موضوع هذا اللقاء يتناول فقط ما يتعلق بالغلو والتطرف مقابل الاعتدال والوسطية أي نحاور بين تيارين أي فكرين فكر يغلو في كل تصرفاته ويتطرف وفكر معتدل يميل الى العدل والحق والحوار والنقاش مؤكداً انه على الرغم من شدة الحوار وتحمس كل طرف لرأيه الا انهم يلتقون في النهاية الى كلمة سواء.
وقال الدكتور الراجح ان الغلو مذموم في الكتاب والسنة والغلو منبوذ في كل شيء سواء في الحديث أو التصرف أو غير ذلك مشيراً إلى ان الابحاث والأوراق التي قدمت هي أوراق عمل ومتروك للمتحاورين والمتحاورات ان يتحدثوا بما لديهم من آراء واقتراحات بكامل الحرية وهذا أحد أسباب نجاح اللقاء الأول واللقاء الحالي بإذن الله.
وحول التعاون بين وزارة التربية والتعليم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتكريس مفهوم الحوار بين ان هناك عدداً من المشاركين في هذا اللقاء من منسوبي وزارة التربية والتعليم وقدموا أبحاثا ومحاورات ونقاشات ومداخلات كانت على جانب كبير من الاهمية مبينا ان ما يتم التوصل إليه سيتم نشره على شكل بيان وتوصيات في وسائل الاعلام وستطلع عليه كافة الجهات وتأخذ منه مشيراً إلى ان نشر الحوار في المدارس والجامعات والمنتديات بأنه شيء وارد والقيادة وفقها الله دائما تدعو إلى الحوار وأبوابهم دائما مفتوحة للحوار والنقاش.
ومن جانبه أكد الدكتور علي القرني ان الاعلام السعودي في السنوات الاخيرة تطور بشكل جيد رغم ان هناك مساحات كبيرة وواسعة لمزيد من التطور في هذا المجال.
ودعا الدكتور راشد الراجح كل من يريد ان يفهم حكم الجهاد في الاسلام وأنواعه ومتى يجب ومتى يكون كفائياً ومتى يكون عينياً ان يرجع الى العلماء لأن الرجوع الى انصاف العلماء غير سليم وعلى الشباب ان يرجعوا إلى العلماء الذين بلغوا درجة من العلم حتى يتبينوا ما هو الجهاد وكيف يكون ولمن وتحت قيادة من وهذه قضية يجب ان تعرف وان يسند الأمر الى أهله وان يوضح للشباب وان يوجهوا الى الخير وألا يغرر بهم بل وأن يسلكوا طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل أمورهم مؤكداً ان الجهاد لا يقصد به قتل الناس أبداً وإنما قصد به نشر الشريعة والدفاع عن حوزة الاسلام وفريضة الاسلام.
وأبان الدكتور الراجح ان هناك عدداً من الموضوعات التي طرحت حول موضوع اللقاء الثالث من ضمنها موضوع المرأة وغيرها من الموضوعات وهذا يناقش ولا زال الحوار قائما ومستمراً وسينظر إن شاء الله في اختيار موضوع اللقاء الثالث في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مشيراً إلى ان اختيار موضوعات اللقاء تنبثق مما يتوصل اليه المتحاورون حيث يوجد التحاور والنقاش بروز موضوع معين يحتاج المبادرة لتناوله وهذا لا يدل على اهمال بقية الموضوعات.
|