* بغداد - د. حميد عبد الله:
تسربت في بغداد مؤخراً خطة أمريكية تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات صغيرة، كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب.
وقالت مصادر مقربة من سلطات التحالف ان الخطة طرحت في نهاية شهر ديسمبر الماضي أي بعد سبعة أشهر على غزو العراق من قبل رئيس مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي السابق ليزلي جيلب.
وتهدف الخطة التي بدأت ملامح تطبيقها تتضح خلال الأسابيع الأخيرة في العراق إلى وضع الأموال والجنود في الأماكن «الأكثر فائدة وأمناً»، حيث تميل الولايات المتحدة إلى أن تبقي جنودها في المناطق الكردية والشيعية الموالية لها وتسحبهم من المثلث السني شمال وغرب بغداد، وسيرافق ذلك الانسحاب من المناطق السنية فرض حصار مالي ونفطي عليها وتجويعها حتى تلمس إدارة الاحتلال حدوث تغير في موقفها، وتخليها تدريجياً عن المقاومة «لأن السنة كانوا دائماً رأس الحربة في مقاومة الأطماع الأمريكية في العراق».
وتتضمن الخطة الأمريكية تحويل المنطقة الشمالية إلى دولة كردية خالصة عرقياً والجنوب إلى دولة شيعية خالصة مذهبياً والمنطقة الوسطى إلى سنية خالصة مذهبياً وأن ترسم لها حدود حسب الخطوط المذهبية والعرقية، وفي حالة وجود أقليات شيعية في الدولة السنية أو العكس واذاما وجدت أقليات عربية في الشمال الكردي أو أكراد في الجنوب الشيعي فتجري عمليات تطهير عرقي كما حدث في يوغسلافيا السابقة.
ويقترح واضعو الخطة أن تمنح الأقليات من الشيعة والأكراد في الوسط وخاصة في منطقة بغداد الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم والرحيل إلى الشمال والجنوب بما يعني ان ملايين العراقيين سيجبرون على مغادرة المناطق التي ولدوا وعاشوا فيها ولا يرى الأمريكان في هذا التقسيم أية خطورة طالما أنه يتيح للولايات المتحدة ضمان هيمنتها الدائمة على العراق.
وتتخذ الخطة الأمريكية من يوغسلافيا بعد التقسيم «مثالاً مشرقاً للأمل» في حين تنتقد الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو لأنه أعاد توحيد يوغسلافيا وتعتبر العراق الموحد دولة مصنوعة اما العراق المقسم فهو الدولة الحقيقية التي سيكتب لها البقاء والازدهار.
وتتماثل نظرية تقسيم العراق إلى دويلات خالصة عرقياً إلى حد التطابق مع النظرية الصهيونية التي تدعو إلى «إسرائيل نظيفة من الجنس العربي» والغريب أن الولايات المتحدة باتت تمجد هذه النظرية بعد أن كانت تحاربها لزمن طويل، ففي الماضي أجبرت واشنطن أكراد تركيا على البقاء داخل الحدود التركية التي كان يقودها جنرالات فاشيون. أما الآن فإنها تحرص على منح الأكراد دولة خاصة بهم بحجة تقرير المصير.
سياسيون عراقيون قالوا ل«الجزيرة» ان الخطة الأمريكية هي تجسيد لحلم اسرائيلي قديم حيث دعا عوديد يعنون أحد أهم المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 1982 دعا إلى تفكيك العراق لأن ذلك من وجهة نظر القيادة الإسرائيلية «أهم من تفكيك سوريا، وعلى المدى القريب فان قوة العراق هي التي تشكل تهديداً حقيقيا لإسرائيل.
|