Thursday 1st January,200411417العددالخميس 9 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الاقتصاد في الاقتصاد
أذواق الشراء المتطورة
د. سامي الغمري

قديما ركزت أدبيات التسويق على صفات السلعة ونفعها وفوائدها للمشتري وبشكل أساسي. فيما أهملت عمداً النواحي الجمالية والكمالية لتغليفها وتعليبها وتزينها. وظنت أن جماليات السلع إنما هي هامشية الاهتمام، وغير مؤثرة سلباً في حجم مبيعاتها ومعدلاتها. ويرجع سبب هذا النهج التسويقي اللامبالي إلى إن المشتري كان ينتظر المنتجات المعروضة والخدمات المقدمة له بفارغ الصبر لسد حاجاته المتزايدة،و والمستعد في نفس الوقت بأن يدفع ريالاته الحاضرة لحصول على السلع بالحال. ولكن مع وصول الأسواق إلى حالة من التشبع الانتاجي ومقرونة بتضاعف كبير لأعداد المنتجين المحليين، فقد تغيرت الموازين لصالح المشتري وأصبح سيد الموقف يفاصل ويفاضل كما وكيفما شاء بين الكم الهائل المعروض أمامه.
ووضح أن الأسلوب التسويقي القديم غير جدير بالاستمرار، فيما بدا لمستثمريه أن ينتهجوا نهجاً حديثاً يتناسب مع أحوال الأسواق والأذواق السعودية المتطورة، فالمستهلك السعودي يبحث حالياً عن أسلوب حياة عصرية تختلف في أنماط الشراء للسلع والخدمات عن حالة قبل أربعة عقود ماضية.
وتغيرت المفاهيم الجماعية لأنماط الاستهلاك من سمات السلعة ومدى نفعها إلى مرحلة تتركز على جماليات السلعة وكمالياتها والتي يستشعرها العميل أثناء الحصول عليها، فسلع اليوم أصبحت تشترى ولا تباع على عكس ما يعتقد كثير من مديري ورجال التسويق والبيع، والعميل يشتري لأنه يملك دافع الشراء، وليس لأن البائع يملك دافع البيع أو قد يفرضه على المشترى. والدليل ما نقرأه ونسمعه من آلاف المنتجات والخدمات التي تعلن يومياً جذب انتباه الشاري قائلة: بأنها هي الأفضل مذاقاً أو هي الأكثر متانة وأماناً أو هي الأطول عمراً، ولكن يبقى القرار الأخير للمستهلك نفسه في عمليات الاختيار والمفاضلة بينهم. ولا ننسى أن معظم الناس يعرفون ما هي الجودة ولا يجدوا صعوبة في التميز بين القديم والجديد وبين الجيد والغث. ولو افترضنا أن أحداً من الناس سمع عن طبيب استشاري يمارس كل تخصصات الأمراض، من عظام وأسنان وباطنية وأنف وقلب ونساء في عيادة واحدة، فهل سيذهب إليه، بالطبع لا، لأنه متأكد أنه كاذب، فمن الاستحالة لطبيب اليوم أن يتقن ويمارس جميع التخصصات الطبية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved