قبل أن تختتم جلسات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري التي أسدل عليها الستار أمس الأربعاء، ولم ينته الحديث عنها وعن تفاعلاتها الإيجابية..
أقول إنه قبل أن تختتم الجلسات بدأت تفاعلات ما طرح في الجلسات من حوار امتد إلى المنتديات الفكرية والثقافية والمحطات الفضائية العربية والدولية حيث اهتمت هذه المحطات بالتجربة السعودية الرائدة باعتماد الحوار كثقافة للمجتمع السعودي ليتأكد للجميع أن الأعمال والمبادرات الايجابية لابد أن تجد من يتابعها ويتفاعل معها، وهكذا هي مبادرة الحوار الوطني التي أصبحت نهجاً في التفكير السعودي الرسمي والشعبي، ولقد لمست من خلال مشاركتي في أكثر من حوار تلفزيوني أن المبادرة السعودية تحظى بمتابعة واهتمام ودراسة من قِبل العديد من المفكرين والمثقفين العرب الذين يرون فيها بصيصاً من الأمل للعرب جميعاً للخروج من المأزق الحالي الذي يحاصر الجميع، إذ يرى السفير محمود شكري أثناء مشاركته في برنامج خصصته قناة «العالم» الايرانية في برنامج «ما بعد الحدث» عن الإصلاح في المملكة العربية السعودية، أن تعميم الحوار في العالم العربي يتبعه مؤتمر عام يساعدنا في تقريب وجهات النظر بين الحكومات والشعوب.
وهكذا فإن تجربة الحوار الوطني السعودي تخطت الحدود وأقنعت إيجابياتها التي حققت خطوات «أولية» وإن كانت تبشر بخير عميم على نجاحها فضلاً عن اقتناع العديد من العلماء والمفكرين المسلمين والعرب، أقنعت الجميع بجدوى هذه المبادرة رغم أن الجلسات والمناقشات تدور خلف أبواب مغلقة، وما ينشر عنها في الصحف من بحوث وملخصات ربما تكون هي المصدر الوحيد، ولأن ما تنشره الصحف من صفحات قد لا يغري القراء العاديين بمواصلة قراءة تلك المواضيع المطولة التي وإن اهتم بها المختصون إلا أنها بالقطع لا تحظى بمتابعة «العامة» والأغلبية الكبيرة «الصامتة» التي يستهدفها الحوار الوطني، تلك الأغلبية التي كانت الأكثر تضرراً من هيمنة انفرادية الصوت العالي السابق، ولهذا كان الأجدر والأنفع أن تنقل جلسات الحوار الوطني تلفزيونياً لاتاحة الفرصة للجميع لمتابعة ما يجري من إعادة وصياغة ثقافة المجتمع بأسلوب صادق يتسم بشفافية وتناول موضوعي يهدف للإصلاح الذي ليس بالضرورة أن يصلح أخطاءً بقدر ما يحسن الأداء ويضيف عناصر جديدة ترفد تطور وتقدم المجتمع.
|