* القدس المحتلة الوكالات:
دفعت إسرائيل بتحديات جديدة متجاوزة مقتضيات السلام عندما أعلنت أمس اعتزامها زيادة المستوطنين في الجولان السورية وإرسالها تهديدات مباشرة إلى إيران من خلال بحثها ما أسمته التهديدات الإيرانية لها..
وقال إسرائيل كاتس وزير الزراعة الإسرائيلي أمس الاربعاء إن حكومته تعتزم مضاعفة عدد المستوطنين اليهود في مرتفعات الجولان السورية على مدى الثلاث سنوات القادمة. وكانت إسرائيل قد احتلت مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967م.
وذكرت تقارير نشرتها أكبر صحيفة إسرائيلية يومية وبثتها الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة اليمينية وافقت على الخطة لتشديد قبضتها على الجولان قبل بدء أي مفاوضات سلام مع سوريا.
وزعم وزير الزراعة الإسرائيلي لصحيفة يديعوت احرونوت «قرار الحكومة جاء ردا على مبادرة سوريا والتي تقول إنها تريد السلام وتؤيد علنا الإرهاب الفلسطيني». على حد تعبيره.
وتؤكد سوريا أن المنظمات الفلسطينية التي تشارك في الانتفاضة المندلعة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي لا تملك سوى مكاتب إعلام في العاصمة دمشق.
وينظر المجتمع الدولي للمستوطنات اليهودية التي تقيمها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة على أنها غير مشروعة وترى إسرائيل غير ذلك.
ويعيش الآن نحو 17 ألف مستوطن يهودي في الجولان وهي هضبة لها أهمية استراتيجية لأنها تطل على شمال شرق إسرائيل وبحيرة طبرية.
وتطالب سوريا بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان ودعت واشنطن مؤخرا إلى التوسط لإحياء محادثات السلام مع إسرائيل التي انهارت أوائل عام 2000.
وقال كاتس راعي خطة مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان ورئيس لجنة المستوطنات في الحكومة لراديو إسرائيل «من الأفضل أن يعرف الجميع أن إسرائيل ليس لديها نية لتخفيف قبضتها على الجولان لكن العكس صحيح تماما».
وذكر راديو إسرائيل أن الخطة تتضمن إنشاء نحو 900 منزل واستثمارات أخرى قيمتها تزيد على 300 مليون شيكل «68 مليون دولار»، ولا تزال إسرائيل وسوريا في حالة حرب من الناحية النظرية.
وكان سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي قد رحب بحذر بدعوة سوريا استئناف محادثات السلام في وقت سابق من الشهر لكنه قال إنه على دمشق أن تغلق أولا ما أسماه «معسكرات التدريب المتطرفة» المقامة على أرضها. بينما عارض وزراء آخرون في حكومة ارييل شارون رئيس الوزراء بشدة فتح باب المفاوضات مع سوريا.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب عام 1967م ثم ضمتها إلى أراضيها عام 1981م في خطوة أدانها المجتمع الدولي وعرضت على سكان الجولان الدروز الحصول على الجنسية الإسرائيلية لكنهم رفضوها، ويعيش نحو 20 الفا من الدروز في الجولان حتى الآن.
ومن المقرر أن تبدأ قريبا حملة إعلامية واسعة لتشجيع الاستيطان في الجولان بعد ان دعمها وبشكل مباشر ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي.
على صعيد ردود الفعل على الخطة أعلنت حركة ميرتس الإسرائيلية نيتها تقديم اقتراح بنزع الثقة عن حكومة شارون، فيما اعتبر حاييم رامون من قادة حزب العمل أن حكومة شارون توصد الباب أمام العملية السلمية مع سوريا بهذا المخطط.
ومن جانب آخر أفاد مصدر مقرب من رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء ارييل شارون ترأس أمس الاربعاء اجتماعا لحكومته المصغرة التي تضم الوزراء الخمسة الأساسيين للبحث فيما يسميه الإسرائيليون «التهديد الإيراني».
وتشدد إسرائيل منذ أشهر عدة على هذا الموضوع وتعتبر أن طهران التي تطالب بالقضاء التام على «الكيان الصهيوني»، على وشك الوصول إلى «نقطة اللاعودة» في ما يتعلق بالحصول على سلاح نووي.
وتمتلك إيران صواريخ أرض-أرض من طراز «شهاب-3» قادرة على أن تطال إسرائيل.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز في نهاية ايلول/سبتمبر وفي كانون الأول/ديسمبر بتوجيه ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ورد وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني في 24 كانون الأول/ديسمبر أن إيران سترد في حال تنفيذ إسرائيل تهديداتها، بالوسائل التي تملكها لضرب إسرائيل وانها قد تستخدم بالتالي صواريخ «شهاب-3 ».
ودمر الطيران الإسرائيلي في السابع من حزيران/يونيو 1981 مفاعل تموز النووي العراقي قرب بغداد.
ولا تقيم إيران وإسرائيل علاقات دبلوماسية منذ سقوط الشاه وإعلان الجمهورية الإسلامية في 1979، وتأخذ إسرائيل كذلك على طهران دعمها للإسلاميين الفلسطينيين وحزب الله اللبناني.
|