* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
دعا صباح يوم السبت الرئيس الإسرائيلي «موشيه كتساف» إلى الإعلان عن جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 «مشروعاً وطنياً» يلتف حوله كافة الإسرائيليين، وتوظيف جميع الطاقات والموارد الضرورية من اجل التعجيل بإقامته..!!
وقال الرئيس الإسرائيلي في سياق تصريحات إذاعية أدلى بها صباح السبت رصدتها «الجزيرة»: إن الحديث لا يجري عن مسألة سياسية أو حدود سياسية، زاعما انه سيتم نقل خط الحدود بعد التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حسب الخط الذي سيتفق عليه..
وتأتي تصريحات الرئيس الإسرائيلي هذه في سباق مع محكمة الجرائم الدولية في لاهاي، التي قررت الأمم المتحدة نقل ملف الجدار إليها، بناء على طلب الكتلة العربية في الأمم المتحدة.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد ذكرت في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي أن إسرائيل ستبدأ خلال عدة أيام، حملة مكثفة لترسيم مسار جدار الفصل العنصري، وفرض حقائق جديدة على الأرض.
وحسب المصادر الإسرائيلية سيتم خلال الأيام القريبة، تجنيد عدد كبير من الجرافات والمساحين وطواقم العمل لترسيم ما تبقى من الجدار وتجريف الأراضي، تمهيدا لبدء العمل، علما أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن يوم الجمعة الماضي أن العمل في بناء الجدار سينتهي في نهاية العام 2005.
وفي هذا الصدد قالت تقارير إسرائيلية: إن حكومة أريئيل شارون قررت في أعقاب قرار الأمم المتحدة الخاص بتحويل ملف الجدار العنصري إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، انتهاج سياسة فرض الحقائق على الأرض، قبل بدء مناقشة القضية في المحكمة الدولية، وفي ضوء تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل على خلفية تنكرها لقرارات الشرعية الدولية ومواصلتها العمل في بناء هذا الجدار الذي سيستولي على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويحاصر عشرات الاف الفلسطينيين داخل غيتوات أسمنتية محاطة بالجدر وبالأسلاك الشائكة أقيمت عليها بوابات حديدية يدخلها الفلسطينيون بتصاريح خاصة وحسب مزاج الجنود الإسرائيليين.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن قرار تسريع العمل في الجدار وفرض الحقائق على الأرض، لا يعني تغيير المسار الذي أقرته الحكومة في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وانما تقرر تغيير طريقة العمل، بحيث سيبدأ العمل في آن واحد، في كل المقاطع المتبقية من الجدار لإنجاز اكثر ما يمكن منه قبل بدء مناقشة الملف في المحكمة الدولية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرّت مؤخرا إحالة قضية الجدار الفاصل إلى المحكمة الدولية في لاهاي.. للفصل فيما إذا كانت إسرائيل ملزمة قانونا بهدم الجدار العنصري الفاصل الذي تبنيه في الضفة الغربية منذ خمسة عشر شهرا.
وصوتت 90 دولة لصالح القرار الذي تقدمت به الدول العربية، بينما عارضته ثماني دول، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة.. وامتنعت 74 دولة عن التصويت، بينها دول الاتحاد الأوروبي.ومن شأن إبداء المحكمة الدولية رأيها في القضية أن يزيد من الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل، ولرأي المحكمة ثقل قانوني اكبر من قرار الجمعية العامة غير الملزم.
ويقول القرار الدولي الجديد الذي ترعاه 27 دولة إن الجدار ينتهك حدود خط الهدنة لعام 1949 لانه يخترق أراضي الضفة ويضم فعليا مساحات كبيرة من الأراضي..ويطالب قرار الجمعية العامة محكمة العدل الدولية بتقديم مشورة على وجه السرعة فيما يتعلق بالسؤال التالي: ما هي التبعات القانونية المترتبة على إقامة الجدار الذي تبنيه إسرائيل..؟؟ والذي ورد وصفه في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، مع الوضع في الاعتبار قواعد ومبادئ القانون الدولي بما في ذلك معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.
سيتم الانتهاء من بناء الجدار كلياً حتى نهاية العام 2005
هذا ويستدل من معطيات كشف عنها نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء «جابي اشكنازي» أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والأمن، أن التكاليف الإجمالية لبناء جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل على أراضى الضفة الغربية المحتلة، ستصل إلى «5 ،8 مليارات شيكل»، أي ما يعادل «أكثر من ملياري دولار أمريكي».
وأكد «جابي اشكنازي» أنه تم حتى وقت قريب صرف «1 ،27 مليار شيكل» منها، فيما سيصرف خلال العام المقبل مبلغ «600 مليون شيكل».
وحسب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يتوقع أن يتم الانتهاء من بناء الجدار بشكل كلي، حتى نهاية العام 2005، مضيفا انه تم حتى وقت قريب بناء « 146 كلم» وحسب المخطط الإسرائيلي سيبلغ طول جدار الفصل العنصري « 728 كلم » تمتد من غور الأردن وحتى جبال الخليل، من بينها « 106 كلم » تحيط بالمستوطنات.
وحسب ما قاله عضو الكنيست الإسرائيلي حاييم رامون من حزب العمل فإن «373 كلم» من الجدار فقط تقوم على الخط الأخضر الفاصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1967، أما مئات الكيلومترات الأخرى فقد أضيفت إلى الجدار بسبب قرار الحكومة توسيع الجدار ليضم المستوطنات الإسرائيلية بداخله..
الجدار يخلق كراهية وجوعاً ويؤدي لتهجير الفلسطينيين
وعلى صعيد متصل بالجدار العنصري الذي تقيمه إسرائيل منذ خمسة عشر شهرا أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على نشطاء سلام إسرائيليين فأصابوا اثنين منهم، أحدهما حالته خطيرة والآخر متوسطة عندما حاولا اختراق الجدار الفاصل في منطقة «بيديا» شمال الضفة الغربية.. وكان المئات من نشطاء السلام فلسطينيين وممثلين عن منظمات دولية، قد تظاهروا في منطقة «بيديا» احتجاجاً على بناء الجدار الفاصل العنصري.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن المتظاهرين بدأوا بقص أسلاك الجدار في المنطقة، رغم تحذيرات الجنود من مغبة مواصلة ما يقومون به.. وعندما رفض المتظاهرون الانصياع لأوامر الجنود أطلق الجنود النار على المتظاهرين.. وقال أحد النشطاء خلال المظاهرة: إنها تأتي احتجاجًا على بناء هذا الجدار الخانق والإرهابي الذي تبنيه الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية.. جدار يخلق كراهية وجوعاً، ويؤدي إلى تهجير الفلسطينيين.
|