* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تظاهر، مساء يوم (السبت) الماضي ما بين (100 إلى 200) ناشط من معسكر اليسار الإسرائيلي وعدد من منظمات حقوق الإنسان أمام وزارة الأمن (الدفاع) في تل أبيب. وردد المتظاهرون هتافات ضد الجيش الإسرائيلي، حاملين لافتات كتب عليها «مجرمو الجيش الإسرائيلي للعدالة» و«جدار بين دم ودم» و«طلقات افتتاح لحرب أهلية».
وقال أحد نشطاء السلام الإسرائيليين يدعى (يوآف هيس)، والذي أصيب زميله في مظاهرة يوم الخميس الماضي: لقد تم تجاوز الخطوط الحمراء والسوداء.. إن الجندي الذي أطلق النار على المتظاهرين الإسرائيليين، الذين لم يهددوا حياة أحد، نفذ أمرًا غير قانوني.. لا نية لدينا بالمرور على هذا الحادث مر الكرام.واعتقلت الشرطة الإسرائيلية سبعة من المتظاهرين وأغلقت الشوارع المؤدية للوزارة.
وقال منظمو المظاهرة: لن نسكت على الاعتداء الجسدي والمساس بحرية عمل الناشطين والمتظاهرين.. إن استمرار الاحتلال يؤثر بشكل مباشر على الطابع الديموقراطي للدولة وعلى المستوى الأخلاقي.وقالت مصادر إسرائيلية من موقع المظاهرة: إن الشرطة تتصرف بعنف وفظاظة.. إنها لم تتعامل بهذا الشكل حتى مع المستوطنين الذين تسببوا بإصابات لرجال الشرطة.. إنها شرطة غير حساسة وتعمل ضد من يصرخون احتجاجاً على عمل شاذ.
وأثار حادث إطلاق النار من قبل جنود الجيش الإسرائيلي على الناشط اليساري الإسرائيلي الذي أصيب بجروح بالغة خلال مظاهرة ضد الجدار الفاصل في منطقة (بيديا) عاصفة سياسية في إسرائيل.. ويدعى الناشط (غيل نعماتي 22 عاما)؛ وأصيب بجروح بالغة ويرقد في المستشفى؛ وقد أجريت له عملية جراحية.
وأصيبت جراء إطلاق النار أيضا ناشطة سلام أمريكية بجروح طفيفة؛ بالإضافة إلى عدد من المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع
وادعت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن مئات المتظاهرين قاموا بأعمال مخلة بالنظام وحاولوا قطع أسلاك الجدار الفاصل بهدف تخريبه، الأمر الذي دفع بالجنود لإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء؛ ثم أطلقوا بعد ذلك الرصاص بين أرجل من كان في مقدمة المتظاهرين الغاضبين.
هذا ودعا الوزير الإسرائيلي المتطرف عوزي لنداو إلى دعم قوات الجيش الإسرائيلي بشكل كامل.. قائلا: إن ما تقوم به قوات الجيش ضد المتعاونين مع الإرهاب، هو دفاع عن مواطني دولة إسرائيل..!!
ومضى لنداو يقول: إن الهدف من إقامة الجدار الفاصل هو إنقاذ حياة مواطني دولة إسرائيل، وإن الذي يمس بالجدار فإنه يساعد الإرهاب ويمهد الطريق (للانتحاريين) إلى ضربنا من الداخل.
وقال رئيس كتلة «هئيحود هليئومي» اليهودية المتطرفة في أعقاب إصابة ناشطي السلام الإسرائيلي والأمريكية: إننا نشد على أيدي الجيش الإسرائيلي؛ ونطلب محاكمة البرابرة والمارقين على القانون لدفع تعويضات عن الأضرار التي ألحقوها بميزانية الدولة.
وفي المقابل قال عضو الكنيست (متان فيلنائي) من حزب العمل المعارض: إن إطلاق نار من قبل الجنود على متظاهرين إسرائيليين هو بمثابة إشارة تحذير للديموقراطية الإسرائيلية، ويجب على الجيش استخلاص العبر وتجديد قواعد أوامر إطلاق النار.. إن الوزير لنداو الذي يعتبر المتظاهرين الذين يمسون بالجدار الفاصل متعاونين مع الإرهاب، يهدر دم المعارضة ويقربنا من جريمة الاغتيال السياسي القادمة.
|