* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
تعكس زيارة رئيس الوزرا ء الفلسطيني احمد قريع «ابو علاء» للملكة العربية السعودية ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد دلالات ومؤشرات مهمة تؤكد على عمق العلاقة بين المملكة والشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية تتمثل هذه الدلالات في تأكيد الدور الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية ودعمها المستمر للسلطة الوطنية الفلسطينية حيث لا تتوانى المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم والمشورة الدائمين للسلطة الوطنية الفلسطينية بشفافية وحرص كبيرين كما تحرص السلطة الفلسطينية في المقابل على اطلاع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السموالملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد الامين والمسئولين كافة في المملكة على اخر تطورات الاوضاع في الاراضي المحتلة وما تشهده العملية السلمية من عقبات وذلك انطلاقا من تيقن الفلسطينيين بالدور الكبير للمملكة التي تمثل مع مصر جهوداً داعمة و مستمرة للقضية الفلسطينية ولتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
واستنادا إلى الشفافية والحرص في العلاقة بين المملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية تأتي زيارة احمد قريع ابو علاء رئيس الوزراء الفلسطيني الى المملكة في اول زيارة له الى دولة خليجية منذ توليه مهام سلطته في شهر سبتمبر الماضي حيث بحث قريع مع خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الامين المستجدات على الساحة الفلسطينية والاوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الممارسات الإسرائيلية الدموية تجاه الشعب الفلسطييني وتعنت شارون واستمراره في بناء الجدار العازل كما بحث قريع الاوضاع المالية الصعبة التي تواجهها السلطة الفلسطينية وسبل تحسين معيشة الفلسطينيين وكذلك الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لتطبيق خطة السلام الدولية التي تنص على وقف الاستيطان واقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وهـي الخطة المعروفة بخارطة الطريق.
وتجاه زيارة قريع التي يرافقه فيها نبيل شعث وزير الخارجية وعبد الرحمن حمد وزير الاشغال العامة والمباحثات التي اجراها في المملكة يؤكد المراقبون على اهميتها ويصفونها بالخطوة الضرورية نظرا لمكانة المملكة وثقلها ومبادراتها المستمرة من اجل صالح الشعب الفلسطيني فصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولى العهد صاحب مبادرة انشاء صندوق الانتفاضة والاقصى لدعم الفلسطينيين وهو ما اقرته قمة القاهرة كذلك مبادرة السلام التي اقترحها وتبنتها قمة بيروت لتكون مبادرة عربية للسلام فالمملكة هي المبادرة دوما بوضع اسس سليمة وصحيحة هدفها رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار والسلام للمنطقة بصفة عامة وفي هذا السياق يؤكد الدكتور نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني في تصريحات له على الدور الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لخدمة القضية الفلسطينية والجهود المستمرة لتحقيق السلام وبدء تنفيذ خارطة الطريق.
وغني عن القول ان العلاقات الثنائية التي تربط المملكة وفلسطين تتميز بالقوة وتعود لتاريخ طويل حيث كانت المملكة العربية السعودية من اوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها كما انها من اكثر الدول المساندة للقضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال وقامت المملكة العربية السعودية بتدعيم السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها وحتى الآن وخاصة تدعيمها في قطاعات الصحة والتعليم والاسكان وبناء المؤسسات وقدمت معظم هذه المساعدات عبر البنك الدولى اضافة للمساعدات الطبية المقدمة لوزارة الصحة الفلسطينية وكذلك المساعدات الغذائية.
من جهة اخرى تأتي زيارة قريع والوفد المرافق له للمملكة العربية السعودية مواكبة لاحتفال السلطة الفلسطينية بالذكرى ال 39 لانطلاق الثورة الفلسطينية التي اكد الرئيس ياسر عرفات فيها ضرورة استئناف مفاوضات السلام وبدء تنفيذ خارطة الطريق تحت اشراف دولي بواسطة اللجنة الرباعية ومشاركة عربية كاملة وتحت رعاية الامم المتحدة ودعا عرفات الى وقف بناء الجدار الفاصل مؤكدا على تمسك الشعب الفلسطيني بوطنه وحقوقة الثابتة وهي التصريحات التي تنسجم مع تأكيدات المملكة المستمرة بالحفاظ على الحقوق العربية الثابته في الاراضي الفلسطينية.
|