Thursday 1st January,200411417العددالخميس 9 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طهران رفضت المساعدات في زلزال 1990 وقبلتها في الكارثة الأخيرة طهران رفضت المساعدات في زلزال 1990 وقبلتها في الكارثة الأخيرة
العلاقات الأمريكية الإيرانية قد تنمو على أنقاض المدينة المدمرة

  * كروفورد من كارين بوهان رويترز:
قالت الولايات المتحدةيوم الثلاثاء انها مستعدة لدراسة بدء حوار مع ايران فيما قد يكون تحولا محتملا في السياسة نحو دولة وصفها الرئيس الامريكي جورج بوش بأنها جزء مما أسماه «محور الشر».
وقال مسؤول امريكي كبير شريطة عدم الكشف عن هويته ان احتمال بدء حوار مع ايران هو امر «مطروح امام بوش» ليفكر فيه على الرغم من انه اكد ان الادارة تريد ان تقدم طهران بعض البوادر نحو الولايات المتحدة.
وقطعت واشنطن علاقاتها الرسمية مع ايران في عام 1979 بعد احتلال سفارتها في طهران.
وأشار وزير الخارجية الامريكي كولن باول في مقابلة مع صحيفة واشنطن الى خطوات «مشجعة» اتخذتها ايران في الآونة الاخيرة فتحت الباب امام احتمال استئناف الحوار.
ويبدو ان نقطة تحول قد برزت مع عرض المعونة الانسانية الامريكية على ايران في اعقاب زلزال يوم الجمعة المدمر في مدينة بام.
ورحبت ايران بالمساعدة اثناء خروجها من زلزال ربما يكون قد اودى بحياة 50 الف شخص. وقال المسؤول «الزلزال عجل بنقاش الامر» رغم انه اكد ان النقاش حول تغيير السياسة حدث داخل الادارة قبل ذلك.
وقال المسؤول ان معونة الزلزال ليس لها دوافع سياسية لكنها اثارت نقاشا «جعل ذلك الناس يتساءلون ما دام انكم تهتمون بالشعب الايراني.. فلماذا لا تبدؤون الحديث مع حكومته، غير ان الرئيس الايراني محمد خاتمي قال ان بلاده ترحب بالمساعدات الامريكية لضحايا الزلزال التي تظهر «انه لا وجود لعداوة بين الشعب الايراني والشعب الامريكي» الا انها لن تغير شيئا في العلاقات بين البلدين.
وقال خاتمي في مؤتمر صحفي «لا اعتقد ان هذا الحادث سيغيِّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة». غير ان قبول طهران المعونة الامريكية يتناقض مع رفضها استقبال عمال المعونة بعد زلزال 1990 الذي قتل أيضاً عشرات الآلاف.
وقال باول للصحيفة «هناك اشياء تحدث ولذا ينبغي ان نبقي احتمال الحوارمفتوحا عندما يحين الوقت المناسب في المستقبل».
وأضاف قائلاً «كل هذه الاشياء متى اخذت معا تشير فيما يبدو لي الى توجه جديد في ايران في التعامل مع هذه القضايا... انهم يدركون ان العالم يراقب وان العالم مستعد للقيام بتحرك».
ووصلت في بداية الاسبوع اول طائرة عسكرية امريكية تهبط في ايران منذ اكثر من 20 عاما حاملة خبراء في معالجة الكوارث وأطنانا من الامدادات للناجين من الزلزال.
وفي تطور لقي ترحيبا امريكيا حذرا وافقت ايران هذا الشهر في اطار اتفاق توسطت فيه دول اوروبية على التفتيش الدولي المفاجئ لمنشآتها النووية.
وسئل ادم اريلي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية التعقيب على تعليقات باول فقال ان التحركات الايجابية لايران «لا تقلل المخاوف الخطيرة التي لدينا بشأن سياسات ايران وسلوك ايران بدءاً من الارهاب». على حد قوله، وهوَّن اريلي أيضاً من شأن الفكرة القائلة ان تعليقات باول وآخرين تمثل تحولا في سياسة واشنطن.
وقال «ما يمكن ان اقوله بشأن الحوار هو اننا تركنا دائما خيار الحوار مع ايران مفتوحاً في اي وقت مناسب. «وشدد المسؤول الكبير بالادارة على ان استعداد الولايات المتحدة لفتح حوار يرتبط بالامل في ان تتخذ ايران خطوة نحو اظهار حسن النية من خلال معالجة القضايا الباعثة على قلق الولايات المتحدة.
وبين هذه القضايا اتهام الولايات المتحدة لايران بدعم منظمات ارهابية واعتقادها ان ايران كانت تعمل سرا على صنع اسلحة نووية.
وقال المسؤول «نحن مستعدون للحوار بالاسلوب المناسب اذا قرر الرئيس آن ذاك مناسب. هذا بلا شك امر يبحثه الرئيس».
وأضاف قائلاً «ما زال هناك الكثير مما ينبغي القيام به. الايرانيون يعرفون بالضبط ما الذي نشير اليه. ويعرفون ما ينبغي القيام به. «وقطعت الولايات المتحدة التي مازال بعض الايرانيين يسمونها «الشيطان الاكبر» علاقاتها الدبلوماسية بإيران بعد ان اجتاح الطلبة المتشددون السفارة الامريكية واحتجزوا 52 رهينة لمدة 444 يوما.
وفي مستهل رئاسته فاقم بوش من تأزم العلاقات بين البلدين والتي كانت متوترة بالفعل عندما وصف ايران في يناير كانون الاول 2002 بأنها ضمن ما أسماه «محور الشر» الذي يضم أيضاً، حسب تصنيف بوش، كلاً من العراق قبل الحرب وكوريا الشمالية.
وفي وقت لاحق أصر ترنت دوفي المتحدث باسم البيت الابيض على ان سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران لم تتغير.
وقال دوفي للصحفيين في كرفورد بولاية تكساس حيث يقضي بوش عطلة العام الجديد في مزرعته «سياستنا ما زالت اننا مستعدون للحوار مع ايران بشأن قضايا محددة ذات اهتمام متبادل بطريقة ملائمة اذا قرر الرئيس ان من مصلحة الولايات المتحدة ان تفعل هذا».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved