«في مثل هذا اليوم من عام 1975 اختير الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رجل العالم للعام المنصرم 1974. وقد احتل نبأ اختيار جلالته رجلاً للعالم مكاناً بارزاً».. في صدر الصحف العالمية والعربية والمحلية.
وجاءت تعليقات الصحف لتؤكد حسن اختيار مجلة تايم الامريكية للفيصل كأهم شخصية في العالم لعام 74.
وكانت مجلة تايم الامريكية قد اختارت جلالة الملك فيصل كأهم شخصية في العالم عام 1974 مرتكزة في هذا الاختيار الى سببين هما مكانة جلالته المرموقة والنفوذ العالمي الذي يتمتع به وقد اعتادت مجلة تايم في نهاية كل عام ميلادي الاعلان عن اسم رجل العام ونشر صورته على غلاف العدد الاخير الصادر في تلك السنة.. وقالت المجلة ان شخصية العام هو الرجل الذي حسب تقديرنا كان له اكبر تأثير على مجريات الاحداث في عام 1974 فإن مجلة تايم قد سمت رجل العام صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز.
وفيما يلي نص المقابلة التي اجراها ويلتون دين مراسل المجلة مع جلالة الملك بهذه المناسبة:
حول القضية الفلسطينية
* هل يوجد هناك اي امل.. نحو تسوية سملية؟
وتحت اية شروط؟ هل يتوجب اعداد جدول زمني لانهاء المفاوضات للتسوية السلمية؟
وبمعنى اخر كم من الوقت سينتظر العرب من اجل انسحاب اسرائيل؟
ان الدول العربية راغبة في السلام المرتكز على الحق والعدل وان دول المواجهة اكدت أكثر من مرة موافقتها على قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي ينص على الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة في الجولان وسيناء والضفة الغربية بما فيها القدس.
اما عن المدة الزمنية فحين تكون هناك جدية في الرغبة بتحقيق الانسحاب ان ذلك لا يستغرق من الزمن بضعة أيام فلقد احتلت اسرائيل الاراضي العربية في حزيران 1967 في أيام فلماذا لا تستطيع الآن الانسحاب عن الاراضي الا على مراحل طويلة.
القدس
*لقد اشار جلالتكم مرارا بأن القدس يجب ان تعاد للعرب هل يقبل جلالته تدويل المدينة؟ أو اعطاءها وضعا خاصا اخر كحل وسط؟
* ان عودة القدس المحتلة الى الادارة العربية بنظرنا امر حيوي جداً ولا يمكن ان نقبل بغير ذلك.
حول العلاقات مع الولايات المتحدة
* ان للعربية السعودية علاقات طويلة ومتقاربة مع الاميركيين وخاصة في تنمية الصناعة البترولية التي سوف تجعل العربية السعودية الاولى عالميا في الاحتياطي النقدي. هل لجلالتكم أن يعلق على النقاط ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ونحن على ابواب عام جديد؟ وما هي المشاكل الرئيسية بيننا؟
ان المملكة العربية السعودية راغبة في الابقاء على علاقاتها الحسنة مع الولايات المتحدة ولقد ظلت هذه العلاقات حسنة لم يعكرها سوى التحيز الامريكي لاسرائيل ضد العرب ونستطيع ان نقول ان النفوذ السوفياتي في المنطقة هو النتيجة للموقف الغربي في النزاع العربي الاسرائيلي.. فاذا امكن الوصول الى حل سلمي عادل يحفظ الحق العربي في الارض والمقدسات والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فإن العلاقات السعودية الامريكية ستتحسن بشكل خاص والعربية الامريكية بشكل عام.
حول البترول
* في حال قيام الولايات المتحدة بدور ايجابي في التوصل الى تسوية سلمية لفلسطين هل سيكون بالامكان انجاز اتفاقية سعودية اميركية تضمن تدفق النفط للولايات المتحدة بسعر متفق عليه؟
ان المملكة العربية السعودية وهي عضو في الاسرة الدولية تشعر بمسؤوليتها تجاه جميع أفراد هذه الاسرة وعند استقرار الوضع في المنطقة فإن المملكة لن تتأخر عن التعاون مع اصدقائها لتحقيق المصلحة والرفاهية لجميع شعوب العالم وشعور المملكة العربية السعودية بهذه المسؤولية جعلها تنشىء وتساهم في كثير من الصناديق التي انشئت لمساعدة الدول النامية وقد اقرضت مؤخرا البنك الدولي سبعمائة وخمسين مليون دولار لمساعدة الدول المحتاجة.
حول دوران الاموال
* ما هي النظرية لدى حكومة المملكة العربية السعودية بالنسبة لوضع الاموال في البلدان المستهلكة للنفط؟ وبمعنى آخر هل تشعر الحكومة السعودية بأن هناك استقرارا كافيا الآن في اوروبا والولايات المتحدة من الناحية المالية لاتخاذ المجازفة باستثمارات طويلة الامد؟ وماذا تستطيع هذه الدول عمله لخلق جو اكثر ملاءمة لاستثمارات سعودية طويلة الامد هناك؟
ان طرح الموضوع بالشكل المتداول في الخارج هو خطأ فبلادنا بحاجة الى استثمارات كبيرة هي اولى بها الا ان ذلك لا يعني اغفال مسؤولياتنا تجاه الدول الاخرى فنحن ندرك اننا جزء من بناء اقتصادي عالمي يصيبنا فيه من الخير والشر ما يصيب الآخرين ولا نريد ان نسهم في استفحال الازمة الاقتصادية التي يمر بها العالم في الوقت الحاضر علما بأن الطاقة ليست السبب الرئيسي لهذه الازمة لانها لا تشكل فيها اكثر من 2% كما يقول الخبراء ومع ذلك فإننا على استعداد لاستثمار الفائض عن احتياجاتنا في الدول المستهكة الصناعية منها والنامية اذا اقتضى الحال.
|