* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
صمت غريب أمام مخالفات مرفوضة، ترى من سيوقف الامتهان الذي يحدث لبيوت الله بمحافظة الطائف ويستمع لأنات المصلين الذين تضرروا مما يحدث لهم ويشاهدونه بعد خروجهم من أداء كل فرض.
فقد راق للعمالة الوافدة وسهلت لهم عملية البيع وأين؟ أمام مداخل ومخارج الجوامع والمصليات، هل ما يقومون به يعد تحديا للجهات المسؤولة، أم ما يقومون به مسموح ومصرح لهم بمزاولته؟! فما أن ينتهي فرض إلا وتنتشر أعداد كبيرة من العمالة الوافدة الذين ربما لم يؤدوا الصلاة حيث ينثرون بضائعهم المتنوعة يسدون بها المداخل ويتركون النفايات تتراكم أمام المساجد بعد أن جمعوا الغلة..
غياب الرقابة
يقول سالم قابل: أستغرب بقاء هؤلاء العمالة يبيعون أمام أبواب المساجد خصوصاً بعد صلاة الجمعة حيث نجد صعوبة في الخروج فيكفي زحام المصلين تزداد زحاماً آخر بسبب هذه المخالفات التي انتشرت وبشكل كبير، فلو كان هناك متابعة ورقابة ورادع لما زادت ظاهرة البيع أمام المساجد فهؤلاء العمالة وجدوا الراحة في تسهيل بقائهم والبيع وتصريف ما لديهم من بضائع.
وأشار إلى أن هناك مجموعة من الأشخاص أي العمالة قد يرابطون طوال اليوم أمام المساجد، وعندما ينتهي المصلون من أداء الفرض فتجدهم ينتشرون لو أدوا الصلاة لما اتسع لهم المسجد.. فهم يبقون في الخارج مختبئين حتى تنتهي الصلاة حيث يستعدون لعملية البيع.
ولفت إلى أن «الأطفال» من الوافدين شاهدوا هؤلاء العمالة يزاولون البيع فأصبحوا يقلدونهم بإيعاز من آبائهم لكونهم يعلمون بأن هناك مجالا للكسب والبيع دون التكلف بإيجار محل، فهم قد يبيعون المناشف و المناديل وغيرها إلى أن الصورة أصبحت لكل مشاهد وكأنها منطقة للتجارة والبيع الأمر الذي سبب الضيق والإزعاج لكافة المصلين.
فيما يؤكد عبدالله سعيد الغامدي بأن ظاهرة البيع أمام مداخل المساجد ومخارجها استشرت كثيراً دون جهد لإيقافها ومنع مزاوليها من ذلك.
وقال: قد أديت صلاة الجمعة الماضية في جامع عبدالله بن عباس بالطائف وبعد الانتهاء من الصلاة وجدنا صعوبة بالغة في الخروج منه كنت أظن أنه زحام مصلين ولكني ذهلت لما شاهدت حيث البضائع المتنوعة متناثرة في جميع الجهات، وهناك تنافس شديد بين البائعين وجميعهم مع الأسف مخالفون لنظام الإقامة والعمل.
على مرأى المسؤولين
وأبدى استغرابه من بعض رجال الأمن ومندوبي البلدية الذين يؤدون الصلاة في الجوامع حيث يخرجون معهم ويجدون الصعوبة في ذلك ولا يحركون شيئاً في ظل انزعاج العديد من الناس لهذه المخالفات مبيناً بأن بعض العمالة قد تكدس العديد من البضائع من خردوات وغيرها في سيارة ثم توقفها أمام مدخل المسجد ويتعمدون إقفال الطريق.
وأهاب بكافة أئمة وخطباء المساجد بالتنويه عن هذه الظاهرة في خطب يوم الجمعة، أو بعد الصلاة ومناداة المصلين بعدم الشراء من هؤلاء الباعة وعدم تشجيعهم على ذلك مطالباً الجهات المسؤولة بإنقاذ الموقف ومنع هؤلاء العمالة من البيع أمام المساجد وتكثيف الجهود لذلك.
ويقول منصور الثبيتي: لا أعرف لماذا يترك هؤلاء العمالة يزاولون البيع أمام المساجد فنحن المواطنين لا نستطيع منعهم حتى لا ندخل في إشكالات معهم حيث لا بد من أن تنشط عملية المتابعة والرقابة عليهم من قبل المسؤولين عن مثل هذه المخالفات التي باتت مزعجة ومقلقة للمصلين بالذات.
وذكر بأن هؤلاء العمالة وجدوا الراحة والسهولة في البيع دون تحمل تكاليف إيجار أو دفع رسوم للبلدية فقد يجاور الجامع محلا لبيع الخضار والفاكهة يبقى مهجوراً في ظل اتجاه المصلين لمن يبيع الخضار أمام المساجد فهم قد يبيعونها بأرخص الثمن ولكن ليست مضمونة صلاحيتها فمن حق هؤلاء أن يناشدوا وينادوا بمنعهم.
وأهاب بكافة المسؤولين بإيقاف هذا الامتهان لبيوت الله وإزعاج المصلين وذلك بمتابعة هذا الأمر، ومنع هؤلاء من البيع في هذه المواقع حتى يجد المصلي مكاناً فسيحاً للمرور منه بعد الخروج من المسجد.
أسف وعتب
أما إمام وخطيب جامع عبدالله بن عباس بمحافظة الطائف الشيخ إبراهيم بن مسعود المالكي فأبدى أسفه لما يشاهده من مضايقات للمصلين أثناء خروجهم من قبل الباعة الذين يزيد انتشارهم يوما بعد يوم حيث لا هم لهم سوى البيع والكسب دون أن يهموا لأداء الصلاة.
وذكر بأنه تلقى العديد من الشكاوى من قبل المصلين عن هذه الظاهرة، وما كان عليه إلا أن ردد ونوه عن ذلك في خطب يوم الجمعة حول هذا البيع ومضايقة المصلين إلا أن الوضع زاد، ويستوجب تواجد الجهات المسؤولة ومتابعة الأمر ومنع مثل هذه المخالفات ورصدها وإراحة المصلين.
وقال الشيخ المالكي: إن هذه الظاهرة لا تقتصر على جامع دون آخر بل هي منتشرة في معظم الجوامع بالطائف مناشداً كافة المصلين بعدم الشراء منهم فلو بقوا دون إقبال عليهم فإنهم سيمتنعون ويتركون البيع ولكن في حقيقة الأمر هم وجدوا إقبالا شديدا وكبيرا قد لا يجدونه لو كانوا في محلات متخصصة.
|