|
|
قبل ثلاثة أسابيع كان لديَّ بعض الهموم، فقلت: سأحملها مباشرة إلى وزير الصحة، وقد سمعت عنه الكثير من الطيبة، فما كان مني إلا أن ذهبت إلى الرياض ثم إلى مكتب الوزير، فوجدت الحارس يبتسم والفرّاش يبتسم، ودخلت أحد المكاتب ووجدت ترحيباً لا أعرفه في أي دائرة حكومية، سبحان الله، إنني لا أعرف أي شخص منهم، فقلت لنفسي: إنهم أكيد يعرفوني مما اضطرني لزرّ زراري العلوي!! وتحسفت إذ لم ألبس بشتاً، ثم أخبرت الموظف بأنني أودّ مقابلة الوزير فقال: بعد صلاة الظهر مباشرة، فحضرت بعد الصلاة إلى الصالة وبها من جميع طبقات المجتمع، وكانت معاملة الموظفين مع المواطنين حضارية، وسألت أحد الموظفين: هل أنا حقّاً في مكتب وزير؟ فأجابني بابتسامة بنعم، وجاء دوري ودخلت على الوزير، وكان هناك عدد من المراجعين من العامة، وكان يعاملهم معاملة تفوق الوصف؛ حتى أنك تظن أن المراجع هو الوزير والوزير هو المراجع «كأنك تعطيه الذي أنت آخذه»، سبحان الله على هذا التواضع، والمنطق الحسن، وصدق المعاملة، ولطافة الاستقبال والتوديع، وحسم الأمور في وقتها، وتسهيل العقبات مهما كانت، وبعد ان خرجت من مكتب معاليه أصبحت مذهولاً، لأسأل نفسي: هل صحيح أنه حلّ مشاكلي؟ خرجتْ من عيوني الدموع فرحاً ان أجد وزيراً بهذه الأخلاق والمعاملة الحسنة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |