يا فيصلَ الحقِّ والإسلامِ والعربِ
يا شعلةَ المجدِ والأخلاقِ والنّسَبِ
مازال ذِكْرُكَ في الأمجادِ يُكرِمُها
حتى أضاءتْ فخاراً مقلةُ الحقَبِ
مِنْ معشرِ هابتِ الأعداءُ جانَبَهُمْ
ولا يهابونَ خوضَ الساحِ باللَّهبِ
بْيضُ الوجوهِ على أسيافِهِمْ شَفَقٌ
في عَتْمَةِ الليلِ كالأنوارِ كالشُهُبِ
ما ذمَّ عيشاً ولا لانتْ عزائِمُهُ
بالشُكْرِ والعَزْمِ تعلو قِمَّةَ الرُّتَبِ
فهوَ القويُّ إذا الأعداءُ قَدْ عصفوا
شراً ينالُ حقوقَ القدسِ والعربِ
ما حاربوا الخصمَ إلاّ غاصَ في بِركٍ
مِن الدِّماءِ وأمواجاً من التعبِ
لمّا تَمادوا بِخَنْقِ النيلِ أوْ بردى
هبَّ احتجاجاً بقطعِ النفطِ لمْ يَهَبِ
تَسُلُّ منهُ المعالي سيفَ عِزَّتِها
حتى تُذَلِّلَ هامَ الموتِ والنُّوَبِ
جرَّ البهاءُ على أكتافِهِ حُلَلاً
مثلَ العقيقِ بأطباقٍ مِنَ الذَّهَبِ
يا ناشرَ الفضْلِ ذِكْراكُمْ لنا مَدَدٌ
عَنْ ناظريَّ ورَبِّ العرشِ لَمْ تَغِبِ
أسّستَ للعدلِ داراً عزَّ طالِبُها
ورحتَ تعملُ بالشورى بِلا تعَبِ
أهديتَ بالعلم للأنثى نضارتَها
حتى تَربَّتْ على الأخلاقِ والأدبِ
فاخْضَوْضَرَ العِلْمُ مفتوناً بِهيبَتِها
تختال عِزّاً على الجوزاءِ والسُحُبِ
أعلى تواضُعُهُ للهِ رُتْبَتَهُ
رَحْبُ اليدين عفيفُ الخُلْقِ والنْسَبِ
قَدْ وسَّعَ السَّاحةَ الشَّمَّاءَ في الحرمِ
حاميْ الحجيجِ مِنَ الأثقالِ والتّعَبِ
ذِكْرَ الكريمِ إذا فاحتْ مكارِمُهُ
خيرٌ من الدُّرِ والياقوتِ والذَهَبِ
