Wednesday 31th december,2003 11416العدد الاربعاء 8 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
الحقُ أبْلَج
عبدالرحمن صالح العشماوي

أقوالواضحة كلُّ الوضوح تتناقلها وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء، تؤكد أن الأمة الإسلامية بخير، وأنَّ مؤامرات أعداء الإسلام أضعف من أن تزيل صرحاً شامخاً، ثابت الأركان، أو تهزَّ قلباً عامراً بالإيمان.
أقوالٌ يردِّدها مسلمون ومسلمات بأصوات عالية لا مداراة فيها ولا غموض، بأصواتٍ فصيحة، واضحة العبارة، جليَّة المعنى، صافية الفكر، نبيلة الهدف.
«لا ، يا شيراك، حجابنا من تعاليم ديننا»، «دعوة الرئيس الفرنسي شيراك مرفوضة، مرفوضة حتى من الناحية الإنسانية، لأن المرأة لها الحرية في لبس ما تشاء حسب القوانين التي يحكم بها سيادة الرئيس»، «نحن نتضامن مع المسلمات المتحجبات في فرنسا، وفي كل مكان، ونقول: أين «ادعاءات الحرية يا بلد الحرية»، «ما داموا في فرنسا يتغنون بالحرية والديمقراطية فلماذا لا يتمسَّكون بها؟، ولماذا يصادرون حرية المسلمتين لمعى، وليلى ليفي ويأمرون بطردهما من المدرسة نهائياً بسبب رفضهما لخلع الحجاب الذي أمر به دينهما الحنيف، أم أنها شعارات يا فرنسا»، «أنا فخورة بحجابي، عبارة بارزة مكتوبة على لوحةٍ بارزة تحملها امرأة مسلمة متحجبة»، «يا غربُ، يا بلاد الحريات المزعومة، أين الحرية بالله عليكم، أين نجدها؟»، «يا شيراك، لماذا تحارب المرأة المسلمة التي هي من رعايا بلادك دون غيرها؟ هل لديك جواب»، «نعم نحن ندين القرارات التي لا تمت إلى العدل بصلة، التي تناقض القانون في فرنسا، ونقول: حجاب المرأة المسلمة حق من حقوقها المشروعة، فكيف نصادره؟»، «أنا امرأة مسلمة أقول لفرنسا وألمانيا وغيرهما من بلاد الغرب، الحجاب من فرائض الإسلام، والتخلي عنه يعني التخلِّي عن صدق الإيمان»، «التضامن مع المسلمات واجب إنساني لأن حقَّ الحرية الدينية يُسلب منهن في بلاد الحرية».
عبارات، وعبارات، وصرخات وصرخات، وحقٌ واضح كالشمس، ولكنَّ التعصُّب الأعمى يُعشي العيون، ويعمي البصائر، فما الذي يحدث يا تُرى؟
هنالك تصريحات، ومقالات وتقارير غربية، تُطلق منذ سنوات طويلة، ولكنها تزداد شراسة هذه الأيام، وتكشف عن حقائق عنصرية مقيتة تؤكد أنَّ الغرب «المتعصِّب» ينظر إلى المرأة المسلمة المتحجبة نظرةً مريبة، ويرى أنَّها تعمل على تكوين جيل مسلمٍ متمسِّك بدينه، وهذا مالا يريده المتعصبون من الصليبيين والصهاينة في هذا العالم.
لقد لوحظ كثرة عدد المتحجبات في العالم الغربي في أمريكا وأوروبا في السنوات الأخيرة، وأصبح منظر «الحجاب» مألوفاً عند الناس لتزايد عدد النساء المسلمات المرتديات له بإيمان وقناعة لا تهتز، وهذا أمر مألوف لو لم تكن عين المراقب الغربي متعصِّبة حاقدة، حيث ان ذلك المراقب ينظر إلى الحجاب الشرعي على أنه تهديد لحضارة الغرب، ومذاهبه وقيمه، وفيه دليل على استقلال المرأة المسلمة بنفسها عن مظاهر التعّري والفساد المنتشرة في بلاد الغرب، وعلى رفضها الاندماج في مجتمع غربي جرَّد المرأة من معالم حيائها وحشمتها باسم الحرية والتقدُّم.
إنها نظرة قاصرة متعصبة جعلت الحكومة الفرنسية تعلنها صارخةً مدويَّة «لا للقوانين والأنظمة، ونعم للتعصب والعنصرية». وما دامت فرنسا قد بدأت حملتها بوضوحٍ وعزيمةٍ وتصميم، فما الذي يمنع دولاً أوروبية أخرى من تنفيذ ما نفذته فرنسا في حق المسلمات المتحجبات، وها هي ذي وكالات الأنباء العالمية تؤكد أنَّ في ألمانيا ما يقرب من عشر ولايات تستعد لإصدار قوانين عاجلة لمنع الحجاب أسوةً بفرنسا، وتؤكد تلك الوكالات أن بلاداً أخرى هي أمريكار وبلجيكا، وهولندا، واستراليا، قد تنضم إلى هذه الحملة المتعصِّبة الغاشمة ضد الفتاة المسلمة.
الحقُّ أبلج، نعم - والله - إنه لأبلج كالصَّباح المشرق بالنور، وكالشمس التي تبزغ على الكون وضَّاحة الجبين، ساطعة الضياء، وما هذه الحملات العنصرية إلا دليل بعد دليل على إفلاس القوانين البشرية الوضعية، وتهافت الأفكار والمبادئ والقيم المنبثقة منها، إنه الحقّ الذي لا يُغْلبُ - بإذن الله -.
إشارة :


قل لمن غرَّه السراب تمهَّل
وتأمَّلْ عواقبَ العصيانَ

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved