كلما بدأت فعاليات مهرجان الجنادرية للثقافة تذكرت البدايات لهذا العمل الكبير في عام 1405هـ.. هذا العمل الجماعي الناجح الذي ساهم في التخطيط له العشرات من الرجال، كانت البدايات صعبة وشاقة.. ولكن بالعزيمة والإصرار والحب الذي جمع الجميع تذللت الصعاب..
واليوم.. ومع المهرجان التاسع عشر أصبحت بلادنا والحمد لله ملء سمع وبصر العالم، ويندر أن تكون هناك وسيلة إعلامية في العالم لا تتحدث عن حيوية المملكة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية والحضارية، تتحدث تلك الوسائل عن النجاحات المختلفة، وعن التظاهرات الثقافية بشكل خاص في مهرجان الجنادرية.
وكما نجح مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في السنوات السابقة.. نأمل أن يتضاعف هذا النجاح هذا العام.. وأن تكون فعالياته وعطاءاته أكبر؛ لأن نجاحه دليل على مواكبة النهضة الثقافية في بلادنا للنهضة الحضارية التي شملت جميع المجالات والقطاعات، وإن الأمل معقود - إن شاء الله - على أدبائنا ومفكّرينا ومثقفاتنا من داخل بلادنا ومن البلاد العربية بأن يقدموا أقصى جهودهم وأفضل انتاجهم الأدبي والفكري والثقافي في هذا المهرجان، كما أن الأمل معقود أيضاً على صحافتنا التي عودتنا على الاهتمام بهذا المهرجان وغيره ومتابعته على أرقى مستوى إعلامي يحقق لمثل هذا العمل الكبير ما نرجوه له.
بقي شيء هام - أرجو أن يتحقق - وهو تكثيف التعارف والاتصال بين أدبائنا وأدباء العالم العربي الذين يحضرون هذا المهرجان؛ لأن فرصة التعارف تزيد في انتشار أدبنا في الوطن العربي. وهذا التواصل الثقافي هو في طليعة أهداف مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة على حد علمي.. والله الموفق.
|