* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
دعا وزير البنى التحتية في اسرائيل (يوسيف باريتسكي) إلى عقد اجتماع عاجل في أعقاب الهزة الأرضية التي أودت بحياة عشرات الآلاف في مدينة بام الايرانية من أجل البحث في وضع المنشآت التحتية في اسرائيل ومدى ثباتها أمام احتمال وقوع هزات أرضية في المنطقة مستقبلاً، وكذلك بحث مدى الاستعداد الإسرائيلي لمواجهة احتمال حدوث هزة أرضية.
ويشير الخبراء المختصون الإسرائيليون إلى أن اسرائيل معرضة لهزات أرضية مماثلة للتي حدثت في إيران، وتلك التي حدثت في الأعوام الأخيرة في الهند وتركيا.
ويقول الخبراء: إن المراكز والتجمعات السكنية في اسرائيل تقع بالقرب من موقع وقوع الهزات الأرضية في غور الأردن والبحر الميت، ولذلك فهم يعتقدون أن الأضرار في الممتلكات من شأنها أن تكون كبيرة للغاية وأن المناطق الصناعية والمنشآت التحتية في اسرائيل تقع بالقرب من محاور الهزات الأرضية.
ووفق إحصاءات خبراء الزلازل الإسرائيليين فان هزة أرضية تقع في المنطقة كل خمسين أو مئة عام، حيث إن الهزة الأرضية الأخيرة وقعت عام 1995، وبما أن موقع الهزة كان في منطقة (نويبع جنوب ايلات) فإنها لم تؤد إلى أضرار كبيرة.
يشار إلى أن الحكومة الاسرائيلية شكلت في أعقاب الهزة الأرضية التي وقعت في تركيا قبل خمسة أعوام لجنة تتألف من ممثلي الوزارات المعنية من اجل الاستعداد لمعالجة احتمال وقوع هزات أرضية عنيفة في اسرائيل.
ونشرت اللجنة سيناريو في السابق لاحتمال وقوع هزة أرضية بقوة (7 ،5 درجات) على سلم ريختر يتبين منه أن هزة أرضية بهذا الحجم ستودي بحياة آلاف الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف من بيوتهم في اسرائيل.
واستند السيناريو الإسرائيلي على هزات أرضية وقعت في القرن التاسع عشر والتي أدت إلى أضرار هائلة الحجم في المنطقة.
وكشفت لجنة المتابعة في اسرائيل عن مشاكل كبيرة من بينها عدم صمود الأبنية الإسرائيلية أمام هزات عنيفة محتملة في المنطقة لأنها شيِّدت بشكل غير ملائم، كذلك كشفت اللجنة عن عدم وجود استعداد كاف من وحدات الإنقاذ المختلفة لمعالجة حجم هائل من الأضرار في اسرائيل.
وشرعت اللجنة في بلورة توصيات لمواجهة الأضرار الناجمة عن الهزات الأرضية من بينها برامج لتدعيم مباني السكن وأجهزة الطوارئ لمعالجة مثل هذا الاحتمال.
وقالت مصادر إسرائيلية عليمة بعلم الزلازل: إن أحد عشر ألف قتيل، وثمانية عشر ألف جريح، وانهيار أكثر من سبعين ألف مبنى، وخسائر مادية تقدر بخمسين مليار دولار، يتوقع أن تتكبدها اسرائيل إذا وقعت هزة أرضية في منطقة مأهولة بالسكان بنفس قوة الهزة التي وقعت مؤخراً في إيران.
وتؤكد المصادر الاسرائيلية: أن الأخطر من ذلك أن قيادة الجبهة الداخلية لن تستطيع تقديم العون للكثيرين الذين سيبقون على قيد الحياة لكن تحت الأنقاض، إذ يجب على كل واحد من المنكوبين الاهتمام بشؤونه وشؤون أعزائه خلال الـ27 ساعة الأولى.
وأكدت لجنة الخبراء الاسرائيلية التي بلورت هذه التوقعات بأن المناطق المرشحة لوقوع كوارث كهذه فيها هي: (بيسان وغور الحولة والبحر الميت ومنطقة يغور قرب حيفا وغور الأردن..).
وتقول لجنة الخبراء الإسرائيليين: حددت في مطلع سنوات التسعينات في اسرائيل أنظمة بناء متشددة، توفر للمباني القدرة على الصمود، لكن تكمن المشكلة بعدم وجود مراقبة على تنفيذ هذه الأنظمة، والأسوأ من ذلك أن (70%) من المباني في اسرائيل شيِّدت قبل إصدار الأنظمة المذكورة، وقدرتها على الصمود متدنية جداً.
وقال الخبراء الإسرائيليون: إنه كان من المفروض توزيع كتيب إعلامي قبل حوالي العام، يوضح كيفية التصرف إبان وقوع هزة أرضية، لكن قبل أسبوع من توزيعه وجَّه أريئيل شارون رئيس الحكومة تعليمات بعدم توزيعه، وذلك خوفاً من أن يؤدي وصوله إلى أيدي الإسرائيليين إلى حدوث ذعر، ومن ثم يهمون بمغادرة اسرائيل.
وفي هذا الصدد قال الدكتور (رامي هوفشتر) مدير قسم الهزات الأرضية في المعهد الجيوفيزيائي السبت الماضي: من المتوقع حدوث هزة أرضية في اسرائيل بنفس قوة الهزة التي وقعت في إيران.. إن المستوى المتدني للبناء يزيد من حجم الأضرار.
|