يقول الله تعالى:{إنً أّحًسّنتٍمً أّحًسّنتٍمً لأّنفٍسٌكٍمً وّإنً أّسّأًتٍمً فّلّهّا} إن طاعة الله هي ملاك الاحسان والتوكل عليه خير ساعد.
قيل أوحى الله تعالى إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه: أتدري لم رزقت الأحمق؟ قال لا يارب.. قال ليعلم العاقل ان طلب الرزق ليس بالاحتيال.
وأوحى الله تعالى إلى يوسف عليه الصلاة والسلام: أنظر إلى الأرض فنظر إليها فانفجرت فرأى دودة على صخرة ومعها الطعام فقال له: أتراني لم أغفل عنها وأغفل عنك وأنت نبي وابن نبي. ودخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المسجد وقال لرجل كان واقفاً على باب المسجد: أمسك علي بغلتي فأخذ الرجل لجامها ومضى، وترك البغلة فخرج علي وفي يده درهمان ليكافئ بهما الرجل على امساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاماً فوجد الغلام اللجام في السوق باعه السارق بدرهمين فقال علي رضي الله عنه إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ولا يزداد على ما قدر له، وقيل لراهب من أين تأكل؟ فأشار إلى فيه وقال: الذي خلق هذه الرحى يأتيها بالطحين. وقال سليم بن المهاجر الجيلي:
كسوت جميل الصبر وجهي فصانه
به الله عن إتيان كل بخيل
فما عشت لم آت البخيل ولم أقم
على بابه يوماً مقام ذليل
وإن قليلاً يستر الوجه أن يرى
إلى الناس مبذولاً لغير قليل
وصلى معروف الكرخي خلف إمام فلما فرغ من صلاته قال الإمام لمعروف: من أين تأكل؟ قال: اصبر حتى أعيد صلاتي التي صليتها خلفك قال: ولم قال: لأن من شك في رزقه شك في خالقه. وقال أبو حازم مالم يكتب لي لو ركبت الريح ما أدركته وقال عمر بن أبي عمر اليوناني:
غلا السعر في بغداد من بعد رخصه
وإنيَ في الحالين بالله واثق
فلست أخاف الضيق والله واسع
غناه ولا الحرمان والله رازق
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصني.. قال: عليك باليأس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه فقر حاضر.