كتبت الاخت الكريمة العنود بنت عبد الله موضوعا بعنوان «آن الأوان لأقف مع القصبي والسدحان» وكان ذلك في عدد الجزيرة 11403 وتاريخ 24/10/1424هـ تحدثت فيه عمَّا اسمته مشكلة ومعاناتها في طوارئ احد المستشفيات مع والدتها حفظها الله لها.. وبصراحة عندما قرأت الموضوع وجدت انه.
اولا: كُتب بعاطفة جياشة وانا لا ألومها ابدا في ذلك؛ لان الامر متعلق بأغلى واعز الناس وهي والدتها، ولكن بالرغم من ذلك كان حرياً بها ان تتحرى الموضوعية مهما كان..
ثانيا: الاخت من خلال كلامها الذي تقول فيه انها لا ترى طاش او غيره وانما تابعت ذلك من خلال الصحف فقط، وهذا امر غير مقبول على الاطلاق؛ فلا تستطيع ان تحكم على شيء ابدا طالما انك لم تعايشه ولم تشاهده او تتأكد من صحته.. ولكن الاخت الفاضلة كالكثير من الناس اعتمدت على وكالة «يقولون» وهذا خطأ كبير..
ثالثا: هناك الكثير من التناقضات في كلام الكاتبة، فهي تقول: «قدموا لامي المساعدة ثم حولت الى المركز الصحي للمتابعة..» حسنا... كيف ساعدوا والدتك ثم كيف لم يساعدوها؟! وكيف تحكمين على انظمة انت لا تعرفينها؟! ربما لديهم العذر في ذلك، ويكفي ان لا يكون لوالدتك ملف صحي في المركز حتى لا يتم قبولها حسب انظمة العلاج المتبعة.
وكنا نتمنى ان تذكري ماهي الاسباب التي دعتهم لعدم مساعدة والدتك رعاها الله.. ومن الواضح ان حالة والدتك مستقرة ولله الحمد..
تقول الاخت: «بعد إلحاحي عليهم...» اي موظفي الاستقبال ان اذهب الى المسؤول عن علاقات المرضى واشرح له ما اريد...» وهنا وفي هذه النقطة تحديدا هي تلوم المسؤول عن علاقات المرضى عن تأخيرها فقط وليس عن عدم تقديم الخدمة لوالدتها؛ بدليل انها في النهاية قدمت الشكر والعرفان للطبيب المعالج وطبيب العيون.. في مكان آخر تلوم الاخت مسؤول العلاقات العامة على عدم الاهتمام بها وفي نفس الوقت تلتمس له العذر ربما من حيث لا تدري تقول «ذهبت اليه فوجدت الغرفة قد امتلأت بالمراجعين الرجال...» وهذا يكفي عذرا ليس لعدم مساعدتها بقدر ما هو لتأخيرها قليلا حتى ينتهي مما لديه من مشكلات قد تكون اهم بكثير من مشكلة اختنا الفاضلة.. بدليل ان الموظف قدم لها المساعدة اخيرا..
اما ما تقوله الكاتبة من ان موقفها كان مزريا بين الرجال وكانت تموت خجلا بينهم فأقول كان بامكان الاخت التنحي قليلا حتى يفرغ لها الموظف ولا اعتقد بأن الامر يصل الى هذه الدرجة من المبالغة فكل في ذلك الوقت مشغول بما لديه من مشاكل.. واقول للاخت اذا لم تجدي غير الاسنة مركبا فليس لك حيلة الا ركوبها.. وكان بالامكان ان تأخذ معها اي قريب مهما كان يكفيها ذلك العناء وفي اقل الاحوال كان بامكانها ان تستعين بالاخصائية الاجتماعية ان وجدت.. في موضع آخر تقول الاخت: «انا لا اطالبهم باختراق الانظمة والقوانين...» وما يدرينا لعل هذه الانظمة والقوانين التي تحترمها الاخت هي السبب في تأخيرها؟! ونحن لم نعرف ملابسات الموضوع تماما.
عموما في النهاية تعالجت الام حفظها الله وسرت الاخت وشكرت الجميع.. واما قول الاخت أن المرأة تعاني في الاماكن العامة وعدم تقديم المساعدة لها احتراما لانوثتها فهذا كلام مردود على الاخت وغير صحيح بدليل تقدم المرأة على الرجل في كل مكان فيه خدمات مشتركة سواء في المستشفيات او البنوك او في الجمعيات والدوائر الحكومية.. وتبقى المرأة محتاجة للرجل ولا تستطيع العيش بدونه.
عزيزتي الفاضلة: المرأة في مجتمعي الحبيب لا تعامل دائما بالانظمة والقوانين والروتين الممل كالرجل بقدر ما تعامل بالعادات والتقاليد والمبادئ الاجتماعية والانسانية الحميدة احتراما لانوثتها وضعفها وفي ذلك خير كثير لها فلتحمدي الله على ذلك ولا تكوني كمن ضيعت اللبن في الصيف.
خاتمة: صدقيني اختي الفاضلة المشكلة والله ليست في عدم وجود رجل فأنا لا اعتقد ابدا أن هناك امرأة في مجتمعي ليس لديها رجل سواء اكان ابا او اخا او زوجا او عما وخالا او قريباً شرعياً ولكن المشكلة الفعلية تكمن في وجود رجل مهمل وغير مبال ورجل غير مسؤول وغير ملتزم، رجل انعدمت فيه الغيرة والحمية، رجل مبدأه في حياته انا ومن بعدي الطوفان، رجل لا يهمه سوى نفسه وراحته وإن كانت على حساب غيره حتى لو كان اقرب المقربين اليه.
هذه هي المصيبة الحقيقية وهذه هي الكارثة العظيمة، وهذه هي مصيبة المرأة ومشكلتها الفعلية.. وكان الله في عون كل امرأة ابتليت بهذا النوع من الرجال فهي ولابد تعاني الامرين وللاسف فهن كثيرات.
عبد الرحمن عقيل المساوي - الرياض 11768 ص.ب 155546
|