قرأت ما سطره قلم الأخ عبدالرحمن بن صالح الحمادي من محافظة الزلفي بعنوان «وقفة مع خطباء الجمعة» وذلك في عدد الجزيرة 11402 وتحديدا في صفحة الرأي، مستغرباً ذلك الأسلوب الذي كتب فيه مقاله، وذكره لبعض الاتهامات لذلك الخطيب الذي استمع لخطبته وسجل عليه مجموعة من الملحوظات التي جانب بعضها الصواب. وعلى كل حال هناك مجموعة من النقاط أود الرد فيها على ما كتبه أخي عبدالرحمن متمنياً منه تقبلها بصدر رحب لأن الهدف منها إظهار الحقيقة وإنصاف خطبائنا وهي كما يلي:
1- انتقد الكاتب ذلك الخطيب الذي يبكي أو يتصنع البكاء كما ذكر وهذا الأمر أخطأ فيه أخي، لأن بكاء الخطيب وتأثره فيه ترقيق للقلوب ودعوة للخشوع وهذا فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، فلماذا يستغرب البكاء أثناء الخطبة من قبل الخطيب الواعظ وفيه خير عظيم؟!
2- لقد تدخل الكاتب هدانا الله وإياه بنية ذلك الخطيب عندما اتهمه بمحاولة التباكي وكأنه قد دخل قلبه وعرف نيته وهذا اتهام أخطأ فيه كاتبنا، إضافة إلى سخريته واستهزائه به ولعل قوله في مقاله: «حتى إذا قسم الله له ألا يبكي في الخطبة أبى إلا البكاء في الصلاة» إلى غير ذلك من كلام السخرية والاستهزاء، دليل على تعديه على ذلك الخطيب واتهامه له، وكان الأولى إحسان الظن بذلك الخطيب، بل بجميع الخطباء.
3- يبدو ومن خلال ما ورد في المقال بأن الأخ قد نصّب نفسه مفتياً من خلال حديثه عن الخطباء ومن ذلك قوله عن الذين لا يطبقون أحكام التجويد أثناء القراءة أو يأتون ببعض الزيادات في الأحكام التجويدية «وهذا لا مكان له في الدين» رغم أن تطبيق التجويد أثناء التلاوة سواء في الصلاة أو في غيرها ليس واجبا، ولم يقل أحد من العلماء بذلك.
4- لقد اجتهد ذلك الرجل الذي وقف واعظا بعد صلاة الجمعة ويؤجر على ذلك، فلماذا انتقده الأخ بهذه اللهجة التي فيها إجحاف وغلظة رغم أن الأمر لا يحتاج إلى الانتقاد والكتابة! وكان الأولى بالكاتب إحسان النية بهذا الواعظ وحمله على المحمل الحسن، والذي لا يرغب المكوث بعد الانتهاء من الخطبة في المسجد ولا يرغب في الاستماع إلى وعظ ما بعد الخطبة يخرج من المسجد ويدع الخلق للخالق، فإن ذلك أولى وأفضل تصرف واللبيب بالإشارة يفهم، وأنا هنا لا أقول بأن الوعظ بعد صلاة الجمعة أمر يؤيد عليه ذلك الواعظ وغيره بل الأولى الاكتفاء بخطبتي الجمعة، خصوصا أن بعض العلماء كره ذلك.
7- إيجابيات خطبائنا حفظهم الله وسدد على الخير خطاهم وجزاهم الله عنا خير الجزاء كثيرة لا تعد ولا تحصى، فلماذا غض الأخ الطرف عنها وركز على السلبيات؟! هل هذا من باب العدل والإنصاف وإعطاء الآخرين حقوقهم؟! أرجو من الكاتب أن يعيد النظر فيما قال، ويحسن الظن بإخواننا الخطباء.
صالح عبدالله الزرير التميمي - الرس - ص.ب: 1200
|