تدور أعيننا خلف عقارب الساعة وتتلاحق أنفاسنا المثقلة ونحن نسعى ركضاً خلف اللحظات التي تحول بيننا وبينها إشارات حمراء توحي بالخطر نتساءل كثيراً من ذا الذي يسرق منها أجمل اللحظات ويجعلنا نعيش بقية العمر على هشيم الأحداث نندب الحظ تارة ونندب النفس مراراً.. لماذا نصل إلى هذا العمق في علاقاتنا إلى حد نتصور الحياة بغياب الأحبة قد انتهت وأسدل الستار الأسود على فصولها المريرة ولماذا الأحبة لا يرون ذلك.. لماذا ننغمس في العاطفة انغماسا تخنقنا فيه تتالي الأزمات وتأزمنا المواقف المتتالية نصعد إلى السطح ونتنفس الصعداء ونحلف على أنفسنا أيماناً غلاظاً ألاّ نعود إلى تلك الانغماسه لأنها تحبس الأنفاس داخل صدورنا ونتقيأ مع ضياع الأنفاس كل إحساس بالاستقرار ثم ما يلبث بعدها أن يهدأ الصدر من هدير تلك الأنفاس إلاّ أن نعود إلى عواطفنا الحبيسة التي إن ظهرت تذمر منا الأحبة وإن خفيت تلهث الأنفاس.. لا بأس من كل ذلك. إننا أحياناً رغم شدة الأسى وعظيم الحزن نشعر بالمتعة.. وأي متعة.. ولكن متى يدرك أولئك الأحبة أننا لا نعيش الأحداث المتلاطمة ونرضى بها إلا من أجل بريق عيونهم ونتطلع إلى تقدير ذلك العطاء بأن يكون على الأقل بعيداً عن الفهم الخاطئ والدفاع المستميت وكأننا نتعامل مع أعداء يودون أن ينالوا منا الحب والكرامة.
أيتها الأحبة.. ليس أحبتي فحسب.. بل كل أحبة العالم.. لماذا لا تغير العاطفة رنين سماع الكلمات في آذانكم.. لماذا إن لم تكن العاطفة لديكم قادرة على أن تحول كلمات الأحبة إلى موسيقى جميلة تطربون لسماعها لماذا على الأقل لا تسمعونها كما هي.. وأجزم بأنكم وبأي شكل من الأشكال تسمعونها فهي لا تخلو من إيقاع المحبة ولا من حميميه اللقاء.. متى تدركون أن المحب لا يسعى للتجريح ولا يهدف للنيل ممن يحب إن عواطفه الشامخة التي تدفعه أحياناً أن يقول ما لا ترغبون سماعه أو تظنون أنه سياج يطوق أعناقكم اعظم بكثير من أي نظرة قاصرة لماذا في كثير من الأحيان ترغمون من يحبكم أن يكون محامي دفاع عن نفسه وعن أهدافه وعن مقاصده وتفسير تصرفاته؟؟!!
لماذا لا تكون الحياة أبسط من ذلك بكثير وتنفضوا عن أكتافكم غبار الأنفة والكبرياء والإحساس بالعظمة.. فليس كل يوم قد يجد الإنسان شخصاً يحبه ويخاف عليه.. ولكن قد يفقد كل يوم ذلك الشخص بطريقته الفظة!!!!
|