تحاورت مع صديقتي التي تعمل أستاذة في كلية التربية في احدى مناطق المملكة قسم اللغة العربية، وناقشنا امرا هاما.. فأخبرتني أن كلية التربية للبنات تفتح ابوابها للجميع، وليس هذا محور حديثنا، وإنما ما اوضحته لي أن ثمة طالبات لديهن عيوب خلقية في النطق.. والكلية تقبلهن طالبات.
وضربت لي مثالاً على إحدى الطالبات حين طلبت منها شرح احد ابيات من الشعر.. فلم تفهم منها الاستاذة شيئا على الاطلاق.! فقد اختلطت الحروف بعضها مع البعض واصبح من العسير أن تفسر ما تريده.!
اضافت: طلبت منها إعطاء اسمها.. فاختلطت الحروف لديها فنطقت الشين «ت» والخاء «حاء» وهنا وقعت الاستاذة في حيرة من امرها وامر تلك الطالبة التي ستصبح معلمة للغة العربية.. ونحن نخص اللغة العربية لما تتميز به من لغة شاعرة لها موسيقى في كل حرف من حروفها وكل مخرج منها، وهي اللغة الام التي لا بد لكل فرد ان يكون ملمّاً بها لانها لغة القرآن الكريم، فقد شوهت الطالبة الذوق اللغوي واثرت على مفرداتها بسبب عدم سلامة النطق السليم لديها وامثالها كثر.!
ليس هذا فحسب فمثل هذه الطالبة التي توشك ان تتخرَّج وسوف تعمل معلمة للغة العربية تعلِّم اجيالا.. كيف سيتم التعامل بينها وبين طلابها.؟
وهل سيكون تعليمها مجديا خاصا وهي تبدِّل مخارج الحروف.! نحن لا نعيب عليها فمثل هذه الطالبة كان ينبغي لها ألاَّ تخوض مجال التدريس.!
ولو طرحنا سؤالا: ما مقومات المعلمة المثالية في نظر الكلية.؟! وما الشروط التي ينبغي توفرها حتى يتم قبول الطالبة لديها؟!
ثمة امر هام وفي حدود معرفتي ان طالبات الكلية يخضعن لامتحان قبول ويسمى «مقابلة شخصية» ,وتتحاور المتقدمة مع بعض أعضاء هيئة التدريس والمسؤولات؛ حتى إذا ما نجحت في هذه المقابلة اعتُمِدتْ طالبة، وتقبل اوراقها من خلال هذه المقابلة.!
واتساءل: كيف تمَّ قبول طالبة لديها عيوب في النطق، وكيف يتسنى لها ولمثيلاتها حمل رسالة هامة وكبيرة على عاتقها وهي التعليم، خاصة وهي تفتقد الى وسيلة النطق الصحيح.؟!
انني اكتب هذا الطرح وكلي عجب بعدما استوفت صديقتي شرحا واضحا حول سلامة النطق وارتباطه الاساسي بالمعلم، وكم ارجو ان يعالج الخلل الذي نتغاضى عنه لان العواقب ستكون جسيمة.. وألا نجامل في التعليم لانه ركيزة هامة لمستقبل وحاضر الامة يتوقف عليها بناء اجيال تحمل رسالة التعليم، ولنحرص على اداء رسالتنا التي تساهلنا فيها، وعلينا أن نعي اعباء الامانة التي حملناها، بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات.. لانا محاسبون يوم العرض على الله.. نسأله العون في كل امورنا، انه سميع مجيب.!
|