* الرياض- فارس القحطاني - عبدالرحمن آل هشام:
افتتح يوم أمس الاثنين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية المؤتمر السنوي الأول للخدمات الطبية للقوات المسلحة والاجتماع السادس لمديري الادارات والمستشفيات حيث بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي مدير عام الادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي والحضور مثمناً رعايته المؤتمر الاول للخدمات الطبية.
ومن ثم بدأت فعاليات المؤتمر بمحاضرة عن آثار لبس البدلة الواقية من الاسلحة الكيماوية على مستوى التروية الدموية في الاجواء الحارة للعميد الطبيب سعيد الاسمري وبعد ذلك قدم الدكتور/ جميل عطية ورقة عمل عن المعايير وتقويم المستشفيات.
ومن ثم قدم الدكتور/ عبدالعزيز الصديقي ورقة عمل عن مرض متلازمة حرب الخليج، وبعد ذلك قام سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشئون العسكرية بتوجيه كلمة بهذه المناسبة، ثم قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر الذي ترعاه عدة شركات وبعد ذلك غادر سموه مكان الاحتفال مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
ومن ثم تواصلت فعاليات المؤتمر لليوم الاول بعقد ورشة عمل عن تجربة الرعاية المنزلية. رئيس الجلسة الدكتور/ شوقي باذر باشي رئيس قسم الاورام الطبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومقدم الجلسة العميد محمد سعيد الموسى وشارك فيها كل من الدكتور/ ابراهيم الخليفة من برنامج مستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج والدكتورة/ هيفاء الوطبان من مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وقد كانت هناك حلقة حوار مع الفريق الذي يقوم بالزيارة المنزلية بوجود كل من الدكتور نهار مزكي العازمي والسيدة وداد السيوطي.
ثم القى راعي الحفل كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «في الحقيقة، يحار المرء، عندما يحمله برنامج الافتتاح على التحدث الى أُناس، اكرمهم الله، فجعلهم سبيل شفائه، فضلاً عن حملهم امانة المحافظة على الكفاءة الصحية والبدنية والنفسية لرجال القوات المسلحة، وهي من اهم مقومات كفاءتها القتالية».
ولكن، بعد الاطلاع على الابحاث الثلاثة، وقراءة موضوعات حلقاتكم البحثية في ورش العمل، احسبني قادراً على أن ابادلكم الآراء والافكار. فالبحث الاول، الذي تعرض لأثر ارتداء البدلة الواقية في مستوى التروية الدموية، في الاجواء الحارة، هو دراسة جادة هادفة، جديرة بالتشجيع على الاستمرار فيها وفي امثالها. فمثل هذه الابحاث، التي تتوقع حدوث المشاكل، تحللها، وتحدد اسبابها، وتستنبط نتائجها، وتقترح علاجها قبل نزولها - هي ما نحتاج اليه حقاً، وهذا ما ينفع الناس، فيمكث في الارض، وما عداه يذهب جفاءً.
ويلفت هذا البحث الى مهام ثلاث: أولاً، التأكد من صلاحية ألبسة الوقاية، لدى الوحدات، وفي اماكن تخزينها.
ثانياً: تنفيذ توصياته، إن أقرتها الخدمات الطبية، تصدرها في نظام، لتمسي اجراءات مستديمة، على القوات المسلحة تنفيذها.
ثالثاً، ضرورة اشتمال التوجيه التدريبي على موضوع حيوي، هو التدريب الميداني في ظل استخدام الاسلحة الكيماوية، مع التدرج في تنفيذ ارتداء الملابس الواقية.
أما البحث الثاني: وضع معايير الجودة للخدمات الطبية، وتقييم المرافق الصحية، فهو جهد مقدر حق قدره. فالجودة هدف لمن اراد ان يتقن عمله، والمعايير تضبط ايقاع العمل، وتصبح هدفاً لتحقيق جودته.
والمعايير مطلوبة في المجالات كافة، فلا خير في عمل من دون جودة، ولا جودة من دون قياس، ولا قياس من دون معايير. ولابد للخدمات الطبية من تطويرها وتطبيقها، من دون محاباة ولا مجاملة، والا يكون المفهوم السائد هو اصطياد الاخطاء، وانما التعليم والاداء القويم، للوصول الى الجودة المنشودة، والمحاسبة فقط عند التقصير، وعلينا الترحيب بمن يهدي الينا عيوبنا، فالعاقل من يسعد بالنقد البناء قدر انتشائه بالمديح والاطراء.
ولننتقل الى البحث الثالث، وهو دراسة لما عُرف بمرض حرب الخليج، وانني اقدر المجهود المبذول فيه، ولن اخوض في تفاصيله، فأنتم اعلم بخفاياه. ولكني أُوصي بتوخي الحذر في تعميم نتائجه، فما زال الجدل واسعاً في شأن اعراض المرض واسبابه. وما يهمني هو الجزم بمعرفة حقيقة ما جرى خلال هذه الحرب، فهل السبب يكمن في استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد؟ أو هو كامن في قصف مخزن عراقي، يضم قذائف غاز الاعصاب وغاز المسترد؟ ام هو ناجم عن التطعيم بالامصال الواقية؟ او التعرض للغبار والعوالق، التي حملها الهواء والدخان المتصاعد من حرائق آبار النفط؟ او من الضغوط النفسية، التي تعتري المقاتلين عادة، فترة من الزمن، بعد توقف القتال؟ ام هو واحد من الامراض المستجدة، في اعقاب الحروب المختلفة؟ ام تراه الرغبة في التعويضات والامتيازات؟ اسباب كثيرة، تزيد الشكوك، وتصعب التحليل، وتبقي باب الاحتمالات مفتوحاً على مصراعيه.
وأياً كانت النتائج، فعلينا عدم إهمال الأسباب كافة، ومتابعة البحوث والاحصائيات، في الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة، فضلاً عن تركيز أبحاثنا في محاور ثلاثة: أولاً، كيفية تقويم من يعانون تلك الاعراض، وتشخيص حالاتهم تشخيصيا دقيقا. ثانياً، الوسائل الناجعة في علاج هؤلاء المرضى. ثالثاً، وهو الأهم ،كيفية وقاية جنودنا في المستقبل، من مثل هذه الأعراض، وما ينبغي أن يزود به القادة في هذا الشأن من إجراءات وتوجيهات.
وفي الختام تسلم سموه الكريم هدية تذكارية بهذه المناسبة.
كما قصّ سموه الشريط التقليدي وقام بجولة في أرجاء المعرض.
عقب ذلك اجاب سموه عن اسئلة الصحفيين والاعلاميين، فبداية اكد سموه بأن الخدمات الطبية بالقوات المسلحة خطت خطوات كبيرة منذ تأسيسها ولكن التطوير الذي حدث بناءً على توجيهات واشراف سمو سيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع منذ اكثر من ثلاثين عاماً جعلها في مصاف ان تقوم بتنظيم وعقد المؤتمرات وتحلل كل النتائج للرقي بالخدمات الطبية. وفي رد عن سؤال حول احتمال قيام القوات الامريكية باستغلال فترة حرب الخليج لدفن النفايات الساعة في المنطقة أوضح سموه بأن هناك برنامجاً كاملاً في الدراسة التي تقوم بها القوات الامريكية وبأن هناك اكثر من عشرة احتمالات.
واكد سمو الامير خالد بن سلطان بأنه تم استعادة «2» من افراد طاقم المستشفى الميداني السعودي وتم تحديد مكانهما وذلك للسعي الحثيث واجتهاد كل الاجهزة في المملكة والتنسيق مع القوات الأمريكية والجهات العراقية لاعادتهم سالمين في أسرع وقت ممكن.
|