* مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي - عمار الجبيري:
عقد نائب رئيس اللقاء الثاني للحوار الوطني المنعقد حاليا بمكة المكرمة الدكتور راشد الراجح والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمس الأول مؤتمراً صحفيا بمقر انعقاد المؤتمر سلط خلاله الضوء على أهم ما تم طرحه خلال الأربع الجلسات التي عقدها اللقاء.
وفي بداية المؤتمر القى نائب رئيس اللقاء الدكتور راشد الراجح كلمة أوضح فيها ان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني انشئ بأمر سام والغرض منه هو اللقاء بين أطياف هذا المجتمع السعودي والحوار في كل ما من شأنه مصلحة الوطن والمواطن.
وأشار الى أنه تم خلال الجلسات مناقشة بعض الأبحاث العملية التي القيت في هذا اللقاء وغطيت بشكل شاف كاف وهي متعلقة بالمحور الشرعي وقدمت فيه ثلاثة أبحاث والمحور النفسي والاجتماعي ونوقشت فيه ثلاثة أبحاث مؤكدا ان هذه البحوث وهذه اللقاءات والحوارات هي قناة من قنوات التعبير بحرية الرأي والرأي الآخر وتبادل المشورة والرأي في كل ما من شأنه مصلحة الوطن والمواطن.
وأوضح انه يشارك في هذا اللقاء نخبة مختارة من أبناء هذا الوطن من السادة والسيدات يناقشون كثيرا من القضايا التي تهم كل مواطن في هذا البلد الكريم مبينا اننا في هذه البلاد المباركة نستظل في ظلال هذه القيادة المباركة نحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونتحاور فيما بيننا متفقين جميعا على أن يكون المرجع في كل ما يناقش ويحاور كتاب الله وسنة رسوله.
وأفاد الدكتور الراجح ان المحاور كانت غنية بالمداخلات والتعقيبات والمناقشات البناءة والحوارات القيمة المفيدة النافعة دون المساس بشخص أو برأيه مشيرا الى ان هناك ضوابط ومعايير وآداباً تراعى من جميع المشاركين من السادة والسيدات مما نجم عنه الوصول الى نتائج جيدة وقواسم مشتركة في كثير من الأمور التي اشترك فيها المشاركون في اللقاء.
وأكد نائب رئيس اللقاء ان هذا اللقاء يحظى بموافقة وتأييد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
واختتم الدكتور الراجح كلمته بالتأكيد على أن هذه اللقاءات كلها خير وبركة ونافعة ما دام النقاش تحت مظلة هذه الدولة التي أعطتنا وتعطينا كامل الحرية في النقاش الهادف البناء الذي يهدف الى مصلحة المواطنين والوطن.
ورأى ان هذه المحاور التي نوقشت تصب بكل ما تعنيه الكلمة في تحقيق الرغبة من أبناء هذا الوطن لفتح قناة مع أبناء هذا الوطن ومن ثم ترفع لصاحب وصانع القرار ليتخذ ما يراه مناسبا.
ثم القى الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر كلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على دعمهم ورعايتهم وتشجيعهم لاقامة هذا اللقاء وكذلك لأعمال المركز والى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على تشجيعه ودعمه المستمر.
وأكد أنه عندما اجتمع العلماء بهذا المكان الطاهر كانت الروح المعنوية عالية جداً وكان التنظيم مناسباً وبدأت الجلسات بالافتتاح وكانت البداية ولله الحمد موفقة والجميع سعداء بهذا الالتئام في ظل خدمة عقيدتنا الاسلامية ووحدتنا الوطنية التي هي من أهداف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وليساهم المركز مع المؤسسات المشابهة في هذا البلد الطاهر وفي هذه الدولة التي تتمتع برعاية وتشجيع وأمن واستقرار.
وبين ان التفاهم والوفاق كان سمة من سمات المداخلات والمناقشات التي تمت في الجلسات مشيرا الى أن الحوار دائما يخرج بنتائج واقتراحات وتوصيات تساهم في تحقيق الصالح العام متمنيا ان تكلل أعمال اللقاء بالنجاح وأن يحقق الأهداف المرجوة منه.
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق عن بحثه في المحور الشرعي الذي كان بعنوان «مشكلة الغلو نظرة شرعية شاملة» أوضح فيه ان الغلو نوع من أنواع مواقف الخلق من دعوات الرسل إذ الناس بين متمسك بالحق مستقيم على طريقه ومفرط زائغ مضيع لحدود الله وغال تجاوز حدود الله وكل أولئك وجدوا فيمن سبق أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم في أمته متوافرون.
كما تحدث الدكتور طارق بن علي الحبيب عن بحثه في المحور النفسي والاجتماعي حيث كان عن «التربية الدينية في المجتمع» أوضح فيه انه مع ازدياد أحداث التفجيرات الأخيرة بدأ التساؤل حول التربية الدينية في المجتمع السعودي هل هي سليمة المنهج؟ هل لها دور في بذر الارهاب في نفوس النشء؟ مبينا ان أسلوب التربية الدينية ليس أمرا غير قابل للنقاش فلا يجوز نقده أو مراجعته وانما هو اجتهاد بل هو اجتهاد يجوز بل يجب اعادة تقويمه من حين لآخر تحقيقا للمعنى الديناميكي لهذا الدين من حيث صلاحيته لكل زمان ومكان مشيرا إلى ان هذا البحث هو استقراء شخصي من خلال مراجعة مقتضبة لأسلوب التربية الدينية في المجتمع برؤية نفسية لا يمكن ان تنفصل عن الرؤية الاجتماعية في البيئة السعودية سعياً لمراجعة افتراض الباحث.
بعد ذلك أجاب المشاركون في المؤتمر عن أسئلة الاعلاميين فحول عدم جعل جلسات الحوار علنية قال فيصل بن معمر: من الضروري جدا ان تكون الجلسات شبه مغلقة لإتاحة الفرصة أمام المتحاورين للحوار ضمن الآداب ومنهجية الحوار التي رسمتها رئاسة اللقاء واتفق عليها الجميع ومن المفيد جدا في داخل قاعات الحوار أن يكون الحوار بين المتحاورين أنفسهم وبدون مشاركة اعلامية حتى لا يصل تأثير الاعلام إلى المشاركين.
وبين الدكتور راشد الراجح في سؤال عن المشاركين في هذا اللقاء ومدى تمثيلهم لمختلف أطياف المجتمع انه في اللقاء الأول كان عدد المشاركين 30 مشاركا أما في هذا اللقاء فإنه وصل الى 50 مشاركا و10 مشاركات وهذا العدد يغطي الأطياف الاجتماعية وهم نخبة مختارة من المجتمع من العلماء والمثقفين والمفكرين مؤكدا ان النتائج الجيدة التي سيخرج بها هذا اللقاء بمشيئة الله ستبرهن وتدل على ان هذه النخبة من رجال العلم الشرعي والمفكرين والأدباء ورجال الأعمال والمثقفين والمثقفات تغطي شرائح من المجتمع تمثل في هذا اللقاء بشكل واسع.
وأوضح ان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ليس معناه ألا يقام حوار ولا تناقش قضية اجتماعية إلا في هذا المركز وإنما هو جهة منظمة لهذه اللقاءات والحوارات وقناة تنظم هذه اللقاءات وستكون فيه قاعدة معلومات لمثل هذه الأمور وفيه باحثون على مستوى جيد من الفكر والثقافة والعلم وهذا لا يمنع ان تقام حوارات ولقاءات بين أفراد المجتمع.
وعن خطة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أوضح فيصل بن معمر ان المركز أعد خطة استراتيجية على مستوى المملكة ويتم في ضوئها وضع برامج لحوار تشمل جميع فئات المجتمع وتكون موجهة للشباب والنساء والرجال كما يطمح المركز الى تحقيق خطة في مجال البحوث والدراسات وورش العمل وذلك لنشر ثقافة الحوار وجعله أسلوب حياة في المملكة العربية السعودية.
وبين ان هناك لجاناً في المركز متخصصة تعمل على وضع الخطة الشاملة له ونأمل ان شاء الله ان نصل الى نتيجة تساهم في العمل ضمن برامج المركز وخصوصا ان المؤسسات المشابهة للمركز كوزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاسلامية تشجع على أن تكون هناك أندية ومجالس للحوار ونحن بحاجة لأن نجعله اسلوباً للحياة.
وأكد ابن معمر ان الحوار ليس غريبا علينا وإنما هو من الأسس التي قام عليها ديننا الحنيف مؤكداً ان المجتمع يريد تنظيم المسائل التي يحتاجها في ضوء ما تحقق له من تنمية وتعليم ونحن بحاجة لاستكشاف خيرات الأنفس وما يتمتع به الشعب السعودي من فكر وثقافة وتعليم وهذا يأتي عن طريق الحوار والمكاشفة والمصارحة وان المؤسسات الرسمية على استعداد لسماع آراء أبنائها وهذه هي القنوات الطبيعية لايصال الرأي.
وقال اننا بحاجة لأن يكون الحوار على طاولة مستديرة وليس عبر وسائل الاعلام حيث ان الفرصة متاحة لكل مشارك ان يتحدث في اطار تنظيمي منظم وفرص متكافئة وكذلك تكون النتائج منظمة بحيث تفرغ المداخلات والتوصيات ويتم استعراضها، أما تسجيل مواقف عن طريق وسائل الاعلام فإنه يعتبر تنافساً لتسجيل موقف وليس حواراً ونحن على استعداد للتعاون مع وسائل الاعلام ولكن إذا كان المشاركون يرغبون لقاء وسائل الاعلام فنحن لا نستطيع منعهم منعا تاما ولكننا طلبنا ألا يتحول الحوار من قاعات الحوار الى جهات أخرى لا تتيح الفرصة لتبادل الرأي كما في قاعة الحوار.
وأضاف يقول: ان البحوث المقدمة في اللقاء لا تعبر عن رأي المركز وهي ليست الأساس للحوار وإنما الحوار حر لا يدخل ضمن نطاق البحوث فقط ولكن يتجه اتجاهات حسب مشاركة المتحاورين وهناك آليات وأساليب مختلفة يسعى المركز الى تلمس الأساليب المناسبة للمجتمع وتطويرها.
وأبان الدكتور الراجح ان البحوث المقدمة في هذا الحوار التي يصل عددها 15 بحثا سيتم طباعتها ونشرها في وسائل الاعلام وتعمم على الجميع للاستفادة منها بعد اتخاذ القرارات والتوصيات وما ينتج عن اللقاء من قبل المشاركين.
|