|
|
تشير كلمة «مجتمع» في المفهوم العلمي والعرفي لدى المتخصصين والعامة، إلى مفاهيم عديدة تكاد تُجمع على أن من مركَّبات المجتمع وعناصره الرئيسة، أن ينتظم الناس في منظومات مجتمعية خارج إطار المؤسسات العامة، والمدارس، والجامعات، وحتى الأُسرة، وغير ذلك، مما يعد انتظامه أمراً محكوماً بنظام مؤسسي. ومن ذلك أن يشترك أفراد المجتمع في نشاطات عامة، فردية، حرة، متاحة، ومفتوحة للجميع، تتيح مجالا رحباً لتلاقح الرؤى (المجتمعية) وتكوّن التصورات الفردية الحرة الخاصة عن الناس والأشياء في المجتمع، خارج المنظومة المؤسسية التقليدية، ومع أن المجتمع السعودي قد تجاوز مراحل عديدة مميزة في هذا المجال، من خلال دعم إنشاء ورعاية المنتديات العامة، وأماكن الترفيه، وسلسلة المطاعم والمقاهي الشعبية، والمتطورة، وغير ذلك مما يدخل في موضوع النشاطات الحُرَّة للناس، إلا أن هذا المجال لا يزال يعاني من إشكالات متجذرة في تركيبة المجتمع التي لا تزال تدين بالولاء للأسرة والعشيرة، وأحيانا لجماعة الرفاق من الأصدقاء وزملاء العمل، أكثر من انفتاحها على المجتمع بمفهومه العام الشامل، وبذلك ازدهرت تجارة الاستراحات والمخيَّمات من جانب ومن جانب آخر بدأت تزدهر تجارة المقاهي المغلقة، وفي كلتا الحالتين يبقى الأمر فئويا، وليس مجتمعياً عاماً يلتقي فيه الناس، كل الناس، ويتعارف فيه الناس، كل الناس. وكنتيجة طبيعية لهذا الأمر، بقيت كثير من كياناتنا المجتمعية أقرب إلى المفهوم الأسري والعشائري، منها إلى المفهوم المجتمعي الحديث. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |