** هناك فئة من البشر يُصنَّفون على أنهم «جْلُوف» أو «قِشْران» أو «معقَّدون» أو سموهم كما تشاءون.. همهم وهاجسهم متى جلسوا على أريكتهم في المجالس.. هوالتَّمدُّح بإهانة الزوجة أو المرأة عموماً.
** هذا يجلس منتفخاً أمام أصدقائه أو زملائه ويسرد قصصاً «منزلية» لعملية العنف داخل المنزل مع الزوجة.. يفتخر ويفاخر بأنه «يُذل» زوجته ويسيء معاملتها.
** يقول.. إنه في المنزل.. لا كلمة إلا كلمته.. ولا تقدر زوجته أن «تنبس ببنت شفة» ولا تقدر حتى «ترمش بعيونها» وهو موجود في البيت.
** ولو سمع أو سرد أحد الحضور قصته عن تعامل بعض الأزواج الحضاري مع زوجاتهم.. لسخر وقهقه وقال.. هؤلاء «مهوب رجال» هؤلاء «دجاج يرتعش قِدَّام حرمته».
** حتى لو تهاتفه بالجوال أمام زملائه أو البشكة.. فإنه يُسمعها كلاماً جارحاً سخيفاً كله سوء.. متفاخراً أمام الآخرين.
** هو لا يدري.. أن الآخرين ينظرون إليه على أنه إنسان تافه لا خُلُق له ولا دين ولا عقل.
** لا يدري أن الآخرين يسخرون منه ويحمدون الله في كل لحظة.. أن عافاهم مما أصابه من الخبل والتخلُّف..
** هو لا يدري.. أن الرجال الكرماء ليس هذا من صنيعهم.. فالمثل يقول «يغلبن الكرام» فالمرأة المسكينة ضعيفة ولا يمكن أن تغلب سوى الرجل الشهم الكريم.. أما السفيه التافه.. فهو الذي يغلبها ويحتقرها ويسيء لها ويسيء معاملتها.
** المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول «خيركم.. خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهلي» وقال «استوصوا بالنساء خيراً». ولم يقل استوصوا بهن سفاهة وتحقيراً وتندُّراً وسوء معاملة.
** هذا.. هو الإسلام.. وهذا.. خُلُق المسلم.
** المرأة.. أمانة في عنق الرجل.. وأهلها عندما زوَّجوك.. كان في ذهنهم أنهم سلَّموا الأمانة وهي أغلى ما يملكون.. لإنسان توقعوه محترماً.. توقعوا أن يرعى الأمانة.. وأن عنده من الدين والخُلُق والشهامة.. ما يجعله يحترمها ويحسن إليها.. ويحسن معاملتها.. لكن.. يأبى اللئيم إلا أن يكون على خلقه.
** شكاوى كثيرة ترد إلينا ونسمعها من هنا وهناك.. عن رجال يسيئون إلى زوجاتهم.. ويسيئون عشرتها ومعاملتها.. ويحتقرونها ويذيقونها الأمرَّين.
** عيادات السكَّر والضغط والقلب.. أكثر ما تستقبل.. النساء المسكينات اللاتي ذهبن ضحية أزواج من فئة «نذل» يحتقرها ويهينها.. بل يسيء إليها.. وربما امتدت يده لها وضربها ضرباً عنيفاً بدون سبب.
** وهناك صنف من الأزواج استثمر إباحة التعدد وهو أمر شرعي لا اعتراض عليه.. استثمره في الزواج من أخرى «جديدة» وضيَّع الأولى تضييعاً.. وليته اكتفى بالتضييع.. بل أساء إليها قولاً وعملاً.. بل ربما طردها من البيت وتركها.. هي وأولادها تهيم في الشوارع يتصدق عليها الناس.. في وضع مُذِلٍّ مخيف مؤذن بعقوبة لهذا الزوج اللئيم.
** بعض.. وربما أكثر السجلات في جمعيات البر والجمعيات الخيرية.. هن زوجات أهملهن أزواجهن وتزوجوا بأخرى.. فصارت كالأرملة.. بل ربما في وضع أسوأ.
** أعود وأقول.. إنَّ إهانة الزوجة وسوء التعامل معها.. ليس «رجولة» وليس من شيم الرجال.. بل هو تصرف أحمق يعكس تفاهة وسوء وتخلُّف ذلك الإنسان.. والناس وإن ضحكت معه أو عليه في قصص ينقلها أو يحكيها عن تعامله مع زوجته.. فإنما هي تسخر منه.. وتجزم.. أنه إنسان بلا خُلُق ولا دين.. فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء.. أو أوصانا بالإحسان إليهن وحسن معاشرتهن والتعامل معهن.
|