* القاهرة - مكتب الجزيرة - أحمد سيد:
قدر التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في الوطن العربي الصادر مؤخرا عن أوضاع الأمن الغذائي العربي لعام 2002 ان المياه المتاحة للاستخدام في الوطن العربي بنحو 0 ،48% فقط من نظيرتها على المستوى العالمي.
ويستخدم الوطن العربي نحو 71% من المياه المتاحة ، في حين تبلغ نسبة الاستخدام على المستوى العالمي نحو 6 ،3%.
ويبلغ نصيب الفرد من المياه المتاحة في الوطن العربي نحو 876 م3 تعادل نحو 10% من نصيب الفرد على المستوى العالمي.
ويلعب الجفاف دوراً أساسيا في تحديد حجم المعروض من السلع الغذائية في الوطن العربي ، فبجانب تدني وندرة معدلات الهطول المطري ، فقد تعرضت معظم بلدان الوطن العربي خلال السنوات القليلة الماضية إلى موجات من الجفاف وانحباس الأمطار، الأمر الذي أدى إلى ترك مساحات كبيرة بوراً وأدى إلى تقلص المساحة المحصودة من مختلف الزراعات المطرية.
وتمثل الأراضي المتاحة للزراعة إحدى المحددات الطبيعية الرئيسية لعرض الغذاء في الوطن العربي ، حيث يتأثر إنتاج السلع الغذائية تأثراً مباشراً بنوعية ومساحة الأراضي المنزرعة.
وتنحصر معظم مساحة الوطن العربي في بيئات جافة تعتمد على الأمطار في ريها، وتعادل مساحة الأراضي الزراعية في الوطن العربي نحو 0 ،48 من مساحة مثيلتها على المستوى العالمي.
كما أن متوسط نصيب الفرد من الأراضي الزراعية قد تراجع عام 2001 إلى نحو 0 ،22 هكتار، مقارنة بنحو 0 ،25 هكتار في بداية التسعينات. علماً بأن هذا المتوسط يقدر على المستوى العالمي عام 2001 بنحو 2 ،19 هكتار ، كما أن الأراضي الزراعية في الوطن العربي تتعرض باستمرار للعديد من مظاهر التدهور مثل تعرضها للملوحة والتغدق والتصحر، مما يؤثر سلباً على قدرتها الإنتاجية.
كما أن هناك مساحات كبيرة من الأراضي لا تتم زراعتها بسبب شح الأمطار، هذا بالإضافة إلى أن المساحات المحصودة تدنت كثيراً مقارنة بالمساحات المزروعة خلال عام 2001 بالنسبة للزراعات البعلية في العديد من الدول العربية مثل تونس التي بلغت فيها نسبة المساحات المحصودة من محاصيل الحبوب نحو 34% من المساحات المزروعة.
وفي السودان تم حصاد نحو 75% من مساحات الذرة الرفيعة المزروعة خلال عام 2001، كما بلغت مساحات محصول الدخن المحصودة نحو 69% من مساحتها المزروعة.
وبلغت المساحة المحصودة من محصول القمح في القطاع المطري نحو 80% من المساحة المزروعة.
سلع الغذاء الرئيسية
وفيما يختص بالمتاح من الغذاء في الوطن العربي، قدم التقرير تحليلا لإنتاج سلع الغذاء الرئيسية حيث تم تقسيمها وفقا لحجم الإنتاج الذي يلبي متطلبات المنطقة العربية، وشمل ذلك ثلاث مجموعات تضم الأولى منها المجموعات الغذائية ذات الإنتاج المنخفض بالنسبة لحجم الطلب عليها، وشملت مجموعات الحبوب، والسكر، والزيوت النباتية.
وقد بين التقرير أن الإنتاج العربي من الحبوب قد ارتفع عام 2001 ليصل إلى نحو 47 ،2 مليون طن، تمثل نحو 2 ،3% من الإنتاج العالمي للحبوب، كما ارتفع إنتاج القمح ليحقق نحو 21 ،1 مليون طن تعادل نحو 3 ،6% من الإنتاج العالمي للقمح.
فيما انخفض إنتاج الحبوب في عام 2002 إلى نحو 43 ،3 مليون طن ، وإنتاج القمح إلى نحو 19 ،1 مليون طن.
وضمن هذه المجموعة يمثل الإنتاج العربي من السكر المكرر والمقدر بنحو 2 ،70 مليون طن في عام 2001، وبنحو 2 ،74 مليون طن في عام 2002، حوالي 2% من الإنتاج العالمي لعام 2001، مع العلم أن الإنتاج العربي يتركز في ثلاث دول فقط هي مصر ، السودان والمغرب.
بينما ينخفض الإنتاج العربي من الزيوت النباتية إلى نحو 1 ،58 مليون طن في عام 2001 ، وإلى نحو 1 ،43 في عام 2002 ولا يمثل ذلك سوى 1 ،4% من الإنتاج العالمي لهذه المجموعة.
وتشمل مجموعات السلع الغذائية متوسطة الإنتاج كلاً من اللحوم والألبان والبقوليات، ويعتبر إنتاجها إنتاجا متوسطاً إذا ما قورن بحجم الاحتياجات الفعلية منها للمواطن العربي. وقد شهد عاما 2001 و 2002 استقرارا نسبياً لحجم الإنتاج العربي من اللحوم الحمراء الذي قدر بنحو 3 ،54 مليون طن في عام 2001 ، وبنحو 2 ،63 مليون طن في عام2002، يمثل نحو 4 ،7% من الإنتاج العالمي من اللحوم الحمراء.
وتأتي مجموعة الألبان ومنتجاتها ضمن هذه المجموعة بإنتاج يقدر في نفس العام بنحو 20 ،3 مليون طن يعادل نحو 3 ،5% من حجم الإنتاج العالمي، بالرغم من ارتفاع حجم الوحدات الحيوانية في المنطقة العربية الذي يمثل نحو 7 ،3% من إجمالي الوحدات الحيوانية المنتجة العالمية.
كما تأتي مجموعة البقوليات ضمن هذه المجموعات بإنتاج يصل إلى نحو 1 ،4 مليون طن عام 2001 ونحو 1 ،3 مليون طن في عام 2002. ويمثل إنتاج عام 2001 نحو 2 ،6% من الإنتاج العالمي.
وتضم مجوعات السلع الغذائية مرتفعة الإنتاج في المنطقة العربية كلاً من الدرنات والخضر والفاكهة والأسماك، وجميعها تحقق مستويات مرتفعة من الاكتفاء الذاتي.
وبالرغم أن الإنتاج العربي من مجموعة الدرنات لا يمثل سوى 1 ،1% من الإنتاج العالمي ، إلا أن حجم الإنتاج البالغ نحو 7 ،5 مليون طن في عام 2001، ونحو 7 ،9 مليون طن في عام 2002، يلبي معظم احتياجات المواطن العربي.
التجارة الخارجية
وتساهم التجارة الخارجية للمجموعات الغذائية المختلفة في توفير المتاح للاستهلاك من السلع الغذائية، وقد قسم التقرير السلع الغذائية الرئيسية إلى ثلاث مجموعات وفقاً للعبء الذي تشكله كل منها في فاتورة الغذاء العربية. تمثل المجموعة الأولى منها مجموعات السلع الغذائية ، التي تحمل فاتورة الغذاء العربية أكثر من 2 مليار دولار، وتشمل كلاً من مجموعة الحبوب والدقيق التي تقدر قيمة الفجوة التجارية منها بنحو 6 ،18 مليار دولار في عام 2001، ونحو 6 ،33 مليار دولار في عام 2002. وتمثل قيمة فجوة الحبوب والدقيق نحو 47 ،7% من الفجوة العربية من المجموعات الغذائية الرئيسية لعام 2001، ونحو 50 ،5% من قيمتها لعام 2002. وتتحمل كل من مصر والسعودية والجزائر نحو 53 ،1% من قيمة فجوة الحبوب والدقيق في الوطن العربي لعام 2001.وتلي مجموعة الحبوب في فاتورة الغذاء العربية مجوعة الألبان ومنتجاتها ، التي تقدر قيمة فجوتها التجارية في عام 2001 بنحو 2 ،0 مليار دولار تمثل حوالي 15 ،4% من قيمة الفجوة العربية من مجموعة السلع الغذائية الرئيسية.. فيما تراجعت قيمة الفجوة التجارية من الألبان قليلاً في عام 2002 ، حيث بلغت نحو 1 ،96 مليار دولار تمثل 15 ،6% من قيمة فجوة مجموعة السلع الغذائية الرئيسية في ذات العام. ويشير التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية لعام 2002 عن «أوضاع الأمن الغذائي العربي» الى منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك التي تبذل جهوداً كبيرة في دعم وتعزيز مسارات الأمن الغذائي العربي من خلال العمل القطري والتنموي الذي يعتبر الركيزة الأساسية لما تقوم به المؤسسات والمنظمات في تنفيذ المشروعات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز أوضاع الأمن الغذائي على المستوى العربي.
|