* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
نفت حركة حماس أن قيادتها اتخذت قراراً بوقف العمليات داخل الخط الأخضر (اسرائيل).
وردت الحركة على التصريحات التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق موشيه يعلون، خلال حديث أجرته معه صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية، والتي قال فيها: إن حركة حماس تشعر بأنها في خطر في أعقاب عمليات الجيش الإسرائيلي التي استهدفت قادة الحركة، الذين قرروا على ضوء ذلك وقف العمليات داخل إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام قد نشرت الأسبوع الماضي أن دولة قطر توسطت بين حركة حماس والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى صيغة توقف الحركة بموجبها العمليات داخل إسرائيل، مقابل أن تتوقف إسرائيل عن سياسة الاغتيالات التي تستهدف قادة حركة حماس.
غير أن مسؤولين كبار في حركة حماس ينفون صحة هذه التقارير هذه.. سعيد صيام القيادي البارز في الحركة في الضفة الغربية قال في بيان صحفي تلقت الجزيرة نسخة منه: إن الحركة لا تهاب العدوانية الصهيونية ضد قادتها وناشطيها وهي مصممة على مواصلة درب الجهاد والمقاومة.. إن هذا الأمر علني ومعروف وهو يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة، والإثبات على ذلك هو أن الحركة فجرت مؤخراً برجاً عسكرياً في مدينة رفح، واستمرت في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية.
أما فيما يتعلق بوقف العمليات الفدائية وبخفض وتيرة إطلاق صواريخ القسام إلى داخل الخط الأخضر، قال صيام: إن ذلك منوط بالوضع الميداني ويتعلق بظروف عمل الاخوة في الجناح العسكري، هم الذين يقيمون هذه المسائل.
ونفى مسؤولون آخرون في حركة حماس التقارير حول صفقة سرية بين إسرائيل والحركة..وقال المسؤولون الحمساويون: إن هذه التقارير سخيفة، وإنهم لم يسمعوا ولا مرة عن اتفاق كهذا، إن سياسة حركة حماس لم تتغير، وهي نفس السياسة التي تم الإعلان عنها في حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية.
يذكر أن موقف حركة حماس في حوار القاهرة مع أربع منظمات أخرى هي: (حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الصاعقة، والجبهة الشعبية القيادة العامة)، هو رفض الهدنة، ورأت تلك الفصائل انه لا ضرورة لتبنِّي مبادرة بإعلان هدنة في الوقت الراهن..
من ناحيته قال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي في حديث خاص مع «الجزيرة»: إن الفصائل الفلسطينية لن تتفق على وقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيلي من مناطق السلطة الفلسطينية، وإنه لا يمكن التحدث عن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة، ما دامت إسرائيل لم تنسحب بعد من أرضنا.. مضيفا: ما دام الفلسطينيون ضحايا للإرهاب وللهجمات الاسرائيلية، فليكن الإسرائيليون ضحايا له كذلك.
وأكد الشيخ المقعد على أن موقف حركته كان في حوارات القاهرة وغزة التي أجريناها مع الأشقاء المصريين مع تجنيب المدنيين من كلا الجانبين ويلات الصراع، بشرط إذا توقف الاحتلال عن كافة الاعتداءات على شعبنا.. مع تأكيدنا على أن المقاومة الفلسطينية ستستمر ما دام الاحتلال مستمراً لأرضنا، شعبنا لن يرضخ للاحتلال وللإرهاب، وسيواصل الدفاع عن نفسه بكل الوسائل.. إلا أن ياسين قال ل«الجزيرة»: فلأنتم ترون بأن العدو لم يحترم القرارات ولم يتعامل مع مصطلح التهدئة، إنهم يريدون فقط وقف المقاومة الفلسطينية حتى يشعروا بالراحة..هذا لن يكون كما أكد ياسين.
ومما قاله مؤسس حركة حماس ل«الجزيرة»: على دولة الاحتلال أن تتخذ الخطوات الأولى نحو إقامة السلام، بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، فالعنف الذي يتحدثون عنه ليس مصدره الفلسطينيون، بل مصدره الاحتلال الذي يجب أن ينتهي.. نحن نقاتل من أجل الوطن والمقدسات، ولا يمكن أن نتنازل عن ذرة من تراب أرضنا المباركة، أو أن نفرط في شبر واحد منها، من الممكن أن تتغير الوسائل وتتبدل بحسب المجريات الإقليمية والدولية، لكن ثوابتنا لا يمكن أن نتنازل عنها.. نريد الحرية لشعبنا وسنسعى إلى تحقيقها بكل ما نملك من وسائل.
واعتبر الشيخ المقعد أن أقوال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي (موشيه يعلون) جزء من السياسة الإسرائيلية المتواصلة من أجل دق الإسفين بين الفصائل والجماهير الفلسطينية.
|