مسرح الجنادرية الذي اختتم فعالياته أمس بعد عشرة أيام من العروض المسرحية الرائعة، كان في حقيقته أرضاً خصبة لبناء وعي ثقافي يعزز وجهنا المشرق أمام الآخر، وعندما نقول (كان) فإننا نعني أن الفعاليات باعتبارها أنشطة شبابية فعالة انقضت بأهداف أقل من الطموح، واهتمام غير مشجع من المسؤولين، وعدد مخيب للآمال من الأسماء الفنية والثقافية.
التظاهرة المسرحية الذي شعر بجمالها من حضرها، انقضت دون أن يدري عنها سكان الرياض، مرت دون أن تزدحم الجماهير أمام بوابة مركز الملك فهد الثقافي ومركز (التقنية) بحي الريان مقر العروض المسرحية.
فإذا كان المهرجان الوطني للتراث والثقافة قد أعلن ميلاد هذا المهرجان منذ سنوات، فالمتوقع أن يسنده ليتطور محلياً وخليجياً وعربياً، لا أن يكون المهرجان المسرحي طبقاً لما قبله سواء فيما يتعلق بالأمور الإدارية أو الفنية.
الفنون الجميلة التي شهدناها في هذا المهرجان من الفرق المشاركة والأجواء الأخوية الحميمة التي أكدت مدى عمق تواصل المسرحيين، هي التي تدفعنا - دوماً - لأن نعلي من صوتنا المسرحي ونقول: (نحن هنا)!!
نقطة أخيرة: ماذا لو كان هذا المهرجان المسرحي الذي جمع حوالي عشرين عرضاً من مختلف مدن المملكة في بلد عربي آخر يحظى فيه المسرح بمكانة عالية؟ بالتأكيد سيكون حديث البلد طوال فترة عروضه، سيكون مدرسة تطبيقية تنبني معها الخبرات وتنمو بها التجارب.. وسيكون برهانا على الانفتاح على العالم.
|