ولد المستر روجرز في الثالث والعشرين من حزيران يونيو 1913 في مدينة نورفولك بشمال ولاية نيويورك، وكان الابن الوحيد لهاريسون الكسندر روجرز وزوجته ماري. كان والد روجرز يعمل مديراً تنفيذياً لمصنع ورق ومديراً لأحد البنوك، غير أن الضائقة الاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة في ذلك الوقت لم تترك له سوى عمل متواضع في التأمين. وهكذا كان لزاما على وزير خارجية المستقبل أن يعتمد على نفسه في وقت مبكر، فعمل صبيا في ملعب للغولف كما عمل بائعا للصحف والمجلات ومساعداً لأحد المصورين. وأصبح روجرز الصغير يتيم الأم وهو في سن الثالثة عشرة فكفله جداه لأمه. وقد أنهى روجرز تعليمه الثانوي في عام 1930 ودخل جامعة كولجيت على أساس منحة دراسية. وفي الكلية استعان على دفع نفقات معيشته بالعمل في غسل الصحون والأطباق وفي بيع البضاعة وهو يطرق الأبواب من بيت إلى بيت.
(نرجو أن يعي هذا شبابنا الطامح إلى مسقبل أفضل).
وفي جامعة كولجيت لقي روجرز التشجيع على العمل في خدمة الحكومة من أحد أساتذة الرياضيات الذي أعجب بالأسلوب المنطقي في تفكير روجرز. وبعد أن تخرج من الكلية بشهادة بكالوريوس في الآداب وبعضوية في جمعية الشرف بالجامعة، استفاد روجرز من منحة دراسية أخرى لدراسة الحقوق في مدرسة كورنيل.
وبعد أن نجح في امتحان الحقوق بولاية نيويورك في عام 1937 مارس المستر روجرز المحاماة قبل أن يقع عليه الاختيار من بين ستة آلاف طالب للانضمام إلى موظفي توماس ديوي المدعي العام لقضاء نيويورك وفي عام 1942 انضم إلى الاسطول الأمريكي برتبة ملازم.
ومن قبيل الصدف أن يكون أحد زملائه الضباط في قاعدة التدريب البحري رئيس الجمهورية الحالي السيد رتشارد نكسون الذي يعمل روجرز حالياً معه كوزير للخارجية وكصديق حميم.
وقد برز روجرز على المسرح السياسي الوطني لأول مرة حين لعب، بوصفه مندوبا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، دوراً هاماً في تسمية دوايت ايزنهاور كمرشح للرئاسة. وبعد انتصار ايزنهاور في عام 1952 عين روجرز نائباً للمدعي العام بتوصية من ريتشارد نكسون الذي كان آنذاك نائبا لرئيس الجمهورية، ثم رقي إلى منصب المدعي العام.
وفي منصب المدعي العام استخدم روجرز علاقاته التي أقامها في السابق مع المسؤولين في الكابتول، في سبيل دفع ودعم قانون الحقوق المدنية التاريخي في عام 1957، وظل فترة عمله كمدع عام، يعمل على تنفيذ ذلك القانون.
وعاد روجرز للعمل في ميدان المحاماة والحقوق حيث عمل شريكا في مؤسسة نيويوركية للحقوق وحقق كثيراً من النجاحات.
وقد أدى تعيين المستر روجرز وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس نكسون إلى دهشة بعض المراقبين نظراً إلى افتقار روجرز للتدريب الرسمي في الميدان الدبلوماسي. ولكن المستر نكسون قال: «انه اختار روجرز لأنه يريد وزيراً للخارجية يكون أحسن مفاوض في العالم..
ولخص أحد مراسلي النيويورك تايمز المزايا التي يتمتع بها هذا الوزير الأنيق الطويل القامة بقوله: «انه شخص متبسط أنعم الله عليه بابتسامة بسيطة وتفكير سريع وروح للفكاهة».
|