|
|
في مثل هذا اليوم من عام 1940 تعرضت لندن لأقسى الهجمات الجوية عندما قامت الطائرات الألمانية بإمطار المدينة بمئات القذائف الجوية التي غمرت مدينة لندن، وقد قام رجال الإطفاء بجهود بطولية وتجاهلوا سقوط القنابل حولهم وأنقذوا معظم جوانب المدينة من الدمار، وفي اليوم التالي، ظهرت صورة كاتدرائية القديس بولس على صفحات الجرائد بدون أن يصيبها أي دمار في خضم الدخان واللهيب، وكانت رمزا لروح المدينة الغير قابلة للاحتلال في غمار معركة بريطانيا، وقد سقطت كل من هولندا وبلجيكا والنرويج وفرنسا واحدة تلو الأخرى في مايو ويونيو 1940 في قبضة القوات الألمانية، مخلفة بريطانيا العظمى وحدها لتقاوم أطماع النازي أدولف هتلر من أجل السيطرة على العالم، وقد وعد ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الجديد في ذلك الوقت شعبه والعالم بأن بريطانيا «لن تستسلم مطلقا»، وتحرك الشعب البريطاني خلف زعيمه الشجاع، وكان يتحتم على ألمانيا السيطرة على سماء بريطانيا إذا ما كانت ترغب في تحريك قواتها الأرضية المتفوقة بأمان عبر القنال الإنجليزي الذي يبلغ عرضه 21 ميلا، في 8 أغسطس من عام 1940 قامت القوات الجوية الألمانية بتكثيف غاراتها الجوية على مطارات وموانئ بريطانيا في محاولة منها لاستدراج الأسطول الجوي البريطاني إلى السماء المفتوحة، وفي الوقت ذاته بدأ الألمان في قصف أنظمة الرادارات الدفاعية البريطانية المتقدمة وطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني والمطارات، وفي أغسطس كان ما يقرب من 1500 طائرة ألمانية تعبر القنال الإنجليزي يوميا، وكانت عادة ما تحجب الشمس في أثناء طيرانها تجاه أهدافها البريطانية، وبالرغم من أن الطائرات الألمانية كانت تفوق الطائرات البريطانية عددا، إلا أن الطائرات البريطانية القليلة استطاعت بنجاح أن تصد الغزو الجوي الألماني المكثف، معتمدة على تقنيات الرادارات المتقدمة، وعلى طائراتها القادرة على المناورة وعلى شجاعة طياريها الفائقة، واستطاعت القوات البريطانية تدمير طائرتين ألمانيتين في مقابل كل طائرة بريطانية مدمرة، ومع نهاية أغسطس قامت القوات الجوية البريطانية بغارة جوية انتقامية على برلين، وثار هتلر غضبا وأمر القوات الجوية الألمانية بتحويل هجماتها من قصف القواعد والتجهيزات الأرضية العسكرية البريطانية إلى قصف لندن والمدن البريطانية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |