في مثل هذا اليوم من عام 1984م وبعد فرز النتائج الأولية للانتخابات الهندية، بات واضحاً أن حزب المؤتمر الهندي قد حصل على 80% من المقاعد وأنه يتقدم على جميع الأحزاب الأخرى المعارضة، وبالرغم من أن العينات النهائية قد شهدت نسباً أقل، إلا أنه قد بات واضحاً أن الحزب استطاع أن يحصل على أغلبية ساحقة. وقد استطاع الحزب أن يتغلب على جميع الأحزاب المعارضة التي فشلت جميعها في التوحد أمام حزب المؤتمر الهندي، بما في ذلك الحزب القومي الهندي وحزب بهاراتيا جاناتا BJP المعارض.
وقد توقع البعض أن يحظى حزب بهاراتيا جاناتا ببعض التقدم بعد الانتكاسة التي حظي بها الحزب الحاكم في أعقاب اغتيال والدة راجيف غاندي ورئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي، التي لقيت مصرعها رمياً بالرصاص على يد حارسها الشخصي الذي كانت ينتمي إلى طائفة السيخ في أكتوبر من العام ذاته، كما لم تكن جميع الأنباء جيدة بالنسبة لحزب المؤتمر الهندي، ففي ولاية أندرا براديش الجنوبية فقد ستة وزراء مقاعدهم وفاز بها حزب تيلجو ديسام، كما استطاع زعيم الحزب والممثل القدير راما راو أن يقاوم محاولات أنديرا غاندي لفصله من رئاسة الحزب في أغسطس من العام ذاته، وقد تم إبلاغ راجيف غاندي بأنباء انتصاره في هدوء في مسكنه في نيودلهي حيث يعيش مع ابنيه وزوجته سونيا «إيطالية المولد»، وجاء انتخابه بعد شهرين من مصرع والدته رئيسة الوزراء السابقة.
وفي أثناء حملته الانتخابية شدد على النزاهة ومحاربة الفساد، ووعد بأن يخلص حزبه من زعماء حزبه غير النزيهين والمتعجرفين.
وقد عرف السيد راجيف غاندي باسم «السيد نظيف» الذي كان يعد بمثابة حالة فريدة من بين أعضاء حزب المؤتمر الهندي السابقين، الذين اشتهروا بالفساد طيلة فترة قبضهم على السلطة لمدة 30 عاماً في الهند، كما كان يعتبر أكثر براجماتية من أمه وأكثر تحرراً فيما يتعلق بالنواحي التجارية وقد اتهمه معارضوه بأنه اعتمد على «الأصوات المتعاطفة» معه ليحرز انتصاره.
|