Monday 29th december,2003 11414العدد الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحلتي إلى كازاخستان 2-3 رحلتي إلى كازاخستان 2-3
محمد بن عبدالله الحمدان/ مكتبة قيس

أتيحت لي فرصة زيارة بحيرة كبشي قاي (KAPSHA GHAI) وعلى لهجة اخواننا المصريين (خروفي قادم) صالحة للسباحة (سبحت فيها)، تبعد عن العاصمة 60 كيلاً وطولها 170 كيلا وعرضها 25 كيلا ومساحتها 1850 كيلا مربعا، يتنزه الناس في شواطئها، وهي منخفض من الأرض تصب فيه عدة أنهار حجز ماؤه بسد في مضيق بين جبلين ويصيدون منها السمك، وعلى فكرة كان اسم ألماتي هو (ألما آتا) ثم أصبحت ألماتي ومعناها مدينة التفاح، وهي في جنوب البلاد، وأنشأوا عاصمة جديدة قرب الشمال هي أستانا، وقيل إن اسمها القديم هو (أكمولا) أي المقبرة البيضاء.
وتوجد بحيرة كبيرة هي بحيرة بلخاس BALKASH وطولها حوالي 600 كيل ستمائة كيل، نصف مائها عذب ونصفه مالح وهي بعيدة عن البحار وماؤها من الأنهار، وتبعد عن ألماتي حوالي 500 كيل إلى الشمال منها.
في وسط العاصمة بحيرة طولها وعرضها أقل من كيل تصب فيها الأنهار القادمة من الجبال الواقعة جنوب العاصمة والفاصلة بين كازاخستان وقيرقيسان يستمتع الناس بهذه البحيرة هم وأطفالهم، سكنت في فندق يحيط به نهران أحدهما صاف والآخر كدر، وبعد البحث والتحري وشحذ الذاكرة وأكل السمك لتقوية الذاكرة والتفكير والتخمين ظهر لي - والله أعلم - أن العذب يأتي من داخل الجبال، بها بحيرات ومخازن مائية تغذيها الأمطار والثلوج، ولاحظت أنهم يغطونه في معظم أجزائه ليبقى صافيا، أما الكدر فيأتي من الأمطار وذوبان الثلوج. والأمطار تسقط باستمرار ليلا ونهارا، وفي صيف هذا العام سقطت أمطار كثيرة - على غير العادة - مصحوبة برعد وبرق وصواعق، لم يشهدوها منذ سنوات، ولذا فإن الجو بارد (ونحن في الصيف) ونوقد النار ليلا ونكاد نجلس في الشمس نهارا.
وشوارع ألماتي جميلة ومنسقة ماعدا شارع قريب من شارع الفارابي ففيه حفر كثيرة، رأيتها العام الماضي وشاهدتها هذا العام مقيمة ما أقام عسيب، وتوجد مجار في جوانب الشوارع معدة لتصريف مياه الأمطار، وفي شارع (رز بخاري) أقصد رزباكيفا القريب أيضا من شارع الفارابي رأيت المجرى وبه الكثير من العلب والمناديل والأوراق.
ومن الطريف أني رأيت لوحة (هالك بنك) ولوحة (ابن عمرو) ABN AMRO تبين أنها الأحرف الأولى لاسم البنك الهولندي ولا علاقة لها باللغة العربية.
ولما شاهدت الأمطار بكثرة ليلا ونهارا دعوت الله أن يأتي بلادنا منها نصيب، ولما كنت أبني الآن بيتا في الرياض (دارة) وهذه هي الكلمة العربية المقابلة للكلمة الفرنسية (فيلا) أقول كنت أتصل بأولادي وأقول لهم غطوا الإسمنت عن المطر كما ينسب ذلك (لابن بطوطة الجديد).
وتذكرني كلمة (غطوا) بالمثل الشعبي (على رأي الجهيمان) والعامي على رأي العبودي (غطوا لحمكم نمرق)، ونمرق بالعامية نمر أو نعبر أو نتجاوز، وهي فصيحة من المروق وهو السير بسرعة خاطفة (كما يمرق السهم من الرمية)، والمثل يضرب للشخص الذي يعرف أن شيئاً موجوداً ويطلب من أصحاب ذلك الشي أن يغطوه ليعبر دون أن يراه.
وتطل الجبال على العاصمة ألماتي بعضها تغطيها الثلوج في منظر جميل ولوحة رائعة، سبحان مبدعها، والبعض الآخر تغطيها الأعشاب والأشجار وبها المقاهي والمطاعم، والعربات المعلقة (الكيبل كار باللغة الإنجليزية)، (والتلفريك باللغة الفرنسية)، وتذكرت الآن الكلمات الأجنبية الكثيرة التي بدأ البعض يستعملها بدل لغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم وكنت عددت بعضها في مقال سابق في هذه الجريدة ومن أهمها:
اوتوبيس الفرنسية
باص الإنجليزية الأمريكية بدل الحافلة العربية
كشير بدل صندوق
كبري بدل جسر
كروكي بدل رسم.. الخ
ومن الكلمات المشتركة بين اللغتين العربية والانجليزية (منارة)(قوة)(رادو) وغيرها.
الإذاعات العربية في ألماتي
معي مذياع صغير (رادو) من صنع هتلر وأحفاده (سوني) يكون معي حين أجلس أكتب أو أقرأ في حديقة الفندق، وغالباً ما أكون تحت الخيمة المفتوحة أي بدون أروقة (رواقات) لاتقاء المطر الذي ينهمر بكثرة آناء الليل وأطراف النهار بل ووسطه، وحولي الخضرة والزهور والورود والطيور تغرد حولي، كأني في استراحتي الصغيرة في شعيب البير بين تلك الجبال والوهاد حيث الطبيعة، والهدوء، والهواء الطلق النقي، بعيدا عن ضوضاء المدن وتلوثها، ومخالفات سائقيها التي تضيق الصدر وتسبب الحوادث، وبالقرب مني في ألماتي (لا في البير) الأنهار تجري قادمة من الجبال حيث الثلوج والينابيع ومخازن المياه متجهة للبحيرات (الماء والخضرة وبس) بل الماء والخضرة والجو الحسن، أي ان خرير المياه في النهر المنحدر يشنف أذني (الله يغيث بلادنا وبلاد المسلمين).
الرادو
أعود للرادو وهذه الكلمة هي الآن اسم لجهاز يستعمله الناس ضمن ما يستعملون من أنواع الأجهزة، والغريب ان الشركة وكيلته تضع اسمه في الطرق مجردا عن نوع استعماله بل ومجردا عن رسم له يوضح (للذين لايعلمون ماهو) نوعه والذين يظنون أنه مذياع.
المهم أني وجدت من الإذاعات العربية إذاعة الأردن، ولم أقل إذاعة عمّان العاصمة لئلا يشتبه مع عُمان الدولة، وهذا يُحدث كثيرا من الالتباس حين لا تشكّل (بتشديد الكاف) الحروف، ومثلها عندنا بلدتا الحريق بجانب حوطة بني تميم ونعام والمفيجر، والحريق (بتشديد الياء) في منطقة الوشم.
عود على بدء
نسيت ان أقول اني إذا تعذر عليّ الجلوس في هذه الخمية لكثرة المطر دلفت إلى الداخل وفتحت بابا أو نافذة لأرى وأسمع المطر الذي أحبه كثيرا كما يحبه أبناء الجزيرة العربية وأمثالهم ممن يفرحون بقدومه، وفي مكتبتي كتاب (وصف المطر والسحاب) فيه فوائد وطرائف عن استبشار سكان الصحراء من بدو وحضر بهذا الضيف المحبوب وما قالوا في وصفه، وكذا نقول إذا كثر المطر (انشقت السماء) أو (حقت) إذا انهمر المطر بغزارة.
العود أحمد
آسف لهذا الاستطراد والخروج عن النص مرة ثانية فقد اختلطت الأوراق لدي بسبب المسودة (الملخبطة) وتشابهت عليّ الفقرات وقدمت وأخرت، وأدخلت شعبان في رمضان، وحطيت (عباس) على دباس فمعذرة.
ووجدت إذاعة الكويت عفوا أقصد إذاعة دولة الكويت!! وهي أضعف من إذاعة الأردن، وكذلك إذاعة القرآن الكريم من الكويت، ووجدت إذاعة دبي وهي أضعف من مسابقتيها، ووجدت إذاعة كندا والصين، وبعد اسبوع عثرت على إذاعة القرآن الكريم من المملكة صباحاً ثم وجدتها ليلا على موجة أخرى لا أدري ما هي وكذلك موجة الصباح ووجدتها باللغة الفارسية، واسمعهم يقولون بتردد قدره أو كيلوهيرتز وكنت أظنهم يقولون (كيلوهيل)، وقد فرحت بإذاعة القرآن الكريم، واستمعت لتلاوة الشيخ سعود بن شريم، ويضايقني قولهم سعود الشريم، وهي تلاوة جيدة سهلة مبسطة مرتلة ليس فيها تكلف وتمطيط وتمديد كما يفعل بعض القراء الذين يفعلون ذلك، كما يضغط بعضهم على سكون الكاف في (الله أكبر) حتى تكاد تخرج عن الجزم والسكون إلى الكسر.
كما سمعت إذاعة نصرانية، وإذاعة عن دولة عربية، وسمعت إذاعة لندن ضعيفة، وفي إحدى الليالي سمعت إذاعة بوش (سوا) التي أنشئت مؤخراً، وكنت سمعتها في قريتي (البير) وسمعت إذاعتي تونس والمغرب ثم إذاعة المملكة، وكل هذه أجدها أحياناً وأفقدها أحياناً أخرى ولا توجد إلا بصعوبة.
الفراغ ودفتر الهاتف
ومن الطريف حول دفتر الهاتف الذي استغنى عنه البعض بالأجهزة والجوالات، بينما لازال البعض عاض أو عاضاً- ولأريح نفسي من غضب سيبويه وأخويه أقول لازال البعض يعض عليه بالنواجذ، وذكرتني هذه الجملة بثلاث طرف أو نكت:
1- هل صفار البيض أبيض أو أبيضا، وإذا ألقيت هذا السؤال (المقلب) على أصدقائك فإن بعضهم من المفاجأة لا ينتبه للمعنى بل للإعراب فقط، فتجده يجتهد ويفكر في النحو، كما حدث لي حين سألني الاستاذ علي الحمدان في عام مضى.
2- ان مدرسا حدد يوم الثلاثاء لطلبته في أمر من الأمور، فسأله أحدهم هل الهمزة - يا أستاذ- على ألف أم في وسط السطر، وحيث ان الجواب أشكل على المدرس فقد قال لهم ليكن الموعد يوم الخميس وبهذا تخلص من الإجابة والإحراج (والجهل).
3- من طرائف الأخطاء المطبعية في الصحف والكتب (الفندق يغص) ي.غ.ص خرجت (الفندق يعض) ي.ع.ض.
ومما يروى عن كسل بعض الشعوب أن أحدهم وابنه جالسين أو جالسان في المنزل، فطرقت الباب زوجة الرجل (أم الولد) فكان كل منهما يطلب من الثاني ان يفتح لها الباب، فيعتذر بأنه تعبان، ولما طال الوقت وألحت الزوجة (الأم) وجد الزوج حلا يريحهما من القيام لفتح الباب فقال اذهبي لأهلك فأنت طالق (وريّحينا).
شاهد الأب ولده يغرق في البحر أو في (الترعة) ولكسله لم يحاول انقاذ (فلذة كبده) ولما يئس من خروجه حيا ودعه بقوله (اذهب يا عصمان فأنت شهيد).

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved