الفتن شر لا خير فيه ومن يوقدها أو يمشي في طريقها لا ينال خيراً - والفتن وبال على الإنسان والإنسانية ومن يوقدها ليكسب في ظنه فإنه هو الخاسر الأول - والفتن ليس فيها خير لأي بلد دخلت فيه وما يأتي بعدها أو يسبب لها ليس بأفضل مما هو قبله ولو قال ذلك الفصحاء والذين لا يعرفون التاريخ فلا تصدقوهم - ولو قرأنا التاريخ فإنه لا يأتي بسببها أو بعدها إلا الوبال على الأمة والتأخر - وهي لمصلحة الأعداء في الخارج ولا يصفق لها إلا الجهلة - والخير كل الخير هو في الاعتدال والسلم. وقد يقول البعض نريد كذا أو نستنكر كذا وهذا لا غبار عليه - ولكن ما هو خير هو قوله تعالى:
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
وهذه الآية تخص كل إنسان في نفسه ويقول - عز وجل - { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهذه تخص المسلمين مع بعضهم ومع غيرهم - وفي الغالب لا ينساق إلى الفتن إلا الشباب لحكم قلة التجربة والعلم والنصيحة واجبة بيننا ولكن بالخلق الحسن وحسن المعاملة وبالرفق - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «الرفق لا يأتي في شيء إلا زانه» والعجلة من الشيطان - فالنصيحة تكرر بالحسنى مرة تلو المرة ولو بلغت الألف مرة لا تضر وهي خير - وفي هذا الاطار أرجو من الله - عز وجل - أن يعم السلام والخير بلادنا المباركة وأرجو من إخواننا الشباب ألا ينساقوا وراء العنف أو القتل مهما كانت الأسباب وألا يربطوا بأي شكل من الأشكال وراء أي تنظيم يدعو إلى ذلك مهما كان هذا التنظيم أو المنظمة حتى ولو أظهر القائمون عليه الصلاح فإنهم يضرون بلادهم أكثر مما ينفعونها ولنعلم أن الكمال لله وحده - وإذا اختلف المسلمون فيما بينهم فإن الصواب دائما مع الجماعة أي مع الأغلبية - ويقول عليه الصلاة والسلام: «لا تجتمع أمتي على ضلالة».
فيجب إصلاح أوضاعنا بالسلم والرفق والحسنى ونشر المحبة - وألا نكون مطية لأعداء هذه البلاد ويجب أن نوجه طاقاتنا وأموالنا وجهودنا في خدمة هذه البلاد الحبيبة وذلك بالتنمية الشاملة والمشاركة بذلك بالإخلاص في العمل والإنتاجية والابتكار.
|