«البارحة» -1-
وراء البيداء والانكسار
شيء يولد كالاسطورة..
يخرق وجوم هذا الليل البارد..
عند المغيب..
شيء يحضن صوتي الهادر..
سكنت رياج المدينة..
كفت زخات المطر..
وما زال في فمك سؤال الأطفال..
هناك.. بعيداً..
كنت أردد حدود المجهول..
كنت أخشى زحف الرمال..
ورماد السنين..
وجاء...
جاء صوتك دافئاً من بعيد..
أوقظ طفلاً بداخلي..
نطق الحقيقة..
شاعت الحقيقة في ارجاء البارحة..
وكانت البارحة شيئاً حزيناً..
مضت البارحة بعيداً..
ومازلت ابكي البارحة التليدة..
منذ عام» -2-
شاخت اللحظة وانداحت اصوات الظلمة..
«منذ عام..
غادرني حاملاً وجهاً وديعاً..
منذ عام..
رأيتك وحقيبتك..
تركت شيئاً وراءك واستدرت..
آثرت البعيد ومضيت..
منذ عام..
هدير الرياح يجتاح المكان..
وصوت خطوك نحو البعيد..
رغم الليل البارد المتسربل في عمقنا..
ناديتك.. والدمع قد لفظته
خطواتك المغادرة..
كان عام..
وجاء عام..
ورحيلك الدامي مازال فوق الأعوام..
«عينان ونافذة» -3-
على الزجاج يتساقط رذاذ المطر..
ووراء الزجاج حديث طويل..
صمت وعينان أخرسهما المطر..
شيء يغادر النافذة..
يشيع في الفضاء القريب..
تعم اللفظة زخات المطر الباهظ..
ويتوارى فصل قاتم..
بعيداً.. خلف كثبان جائرة..
«وجوه الأطفال» 4
تغادرنا وجوه الأطفال
في ظلماء الهاجرة..
تغيب طويلاً في صمت واحتضار..
تتعانق صور قديمة..
كشرت للحب ملاذاً رحباً..
يزوره الأطفال..
بشمع ودمع..
ويتساءلون..
عتمة زاوية في وضح النهار..
لا شيء يُجدي
سيدة طاغية زأرت مأوى الأطفال
يوماً..
وغادرت وبعض الحكايا مشدوهة..
|