* الرياض - وهيب الوهيبي:
نظمت لجنة التأصيل الاسلامي للعلوم التابعة للندوة العالمية للشباب الاسلامي لقاءها السادس بعنوان (المنظور الإسلامي في تفسير التاريخ) في مقر الامانة العامة للندوة بالرياض، وكان ضيف اللقاء الدكتور نعمان عبدالرازق السامرائي أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة الملك سعود سابقا، وقد استهل الدكتور السامرائي محاضرته بتعريف لمصطلح التاريخ وتفسيره، وعلاقته بفلسفة التاريخ قائلا: التاريخ هو الاحداث والوقائع، فسقوط بغداد عام 656هـ تاريخ، والبحث في أسباب سقوط الدولة العباسية هو تفسير للتاريخ ومهمة المؤرخ ضبط الاحداث والتأكد من صحتها، فمتى فعل ذلك فقد أكمل واجبه، أما مفسر التاريخ فمهمته البحث في أسباب السقوط.
وانتقل د. السامرائي في حديثه الى موضوع القرآن والتوراة بين التاريخ والتفسير قائلا: إن من يقرأ التوراة يجدها تؤرخ لبني إسرائيل والاقوام الذين عاشوا في فلسطين وما حولها، تصل أحيانا الى التفصيل والتحليل والاسهاب، بينما يتوجه القرآن الكريم صوب تفسير التاريخ مركزاً على دور الانبياء وحواراتهم مع شعوبهم، والأمراض التي ضربت تلك الامم والعقوبات التي طالتها بسبب ذلك فالتوراة ألصق بالتاريخ والقرآن أقرب الى تفسيره.
واستدل السامرائي على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «شيبتني هود وأخواتها» فمن يقرأ سورة هود يجدها تتحدث عن ست حضارات قديمة، كل واحدة ضربها مرض قاتل، ترتب عليه نتائج وخيمة، فمن تلاعب في الموازين، الى عبث بالامن وقطع الطريق وإخافة الناس، إلى شذوذ جنسي وتعاطي الزنا علناً، ثم رسمت السورة ما أصاب هذه الحضارات من عقاب رباني، وكأن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يتخوف من حصول مثل ذلك لأمته مستقبلا، وإلا فبينه وبين هذه الامم آلاف السنين، وهذا ما جعله يشيب لذلك.
والعبادة اتباع بلا ابتداع، وعمارة الأرض تتطلب ابداعا دون تقليد كما أن الإنسان عقل وجسد وروح، ولا بدمن أن تنمو هذه المكونات نمواً متوازنا، فالجسد ينمو بالرياضة والطعام الطاهر الحلال، والعقل ينمو بالتعلم، والبعد عن والشعوذة، والسحر والتنجيم، كما أن الروح تنمو بالعبادة والعمل الصالح، وأضاف د. السامرائي ان الحضارة مثل الانسان لها مكوناتها العقلية والروحية والمادية، والمطلوب حصول نمو متوازن، وإلا حصل الخلل، كما هو الحال في حضارة اليوم.
|