الخطاب الذي وصلني مناولة على عملي.. كان موجهاً لي بالاسم من الزميل الموظف بوزارة الإعلام..
يتضمن في صفحته الأولى تمهيداً ومبرراً للزواج الثاني، حيث يتبرع كثير من «الرجال» جزاهم الله خيراً بتكرار الزواج ليس للحاجة الشخصية أو لمشاكل معيَّنة مع زوجاتهم العتيقات..
لا، أبداً.. إن هؤلاء يكررون الزواج بمبرر وطني واجتماعي بطولي هو حل مشكلة العنوسة.. «!!!»
** ولا أريد أن أدخل في النوايا.. فلكل امرئ ما نوى وكل يعطيه الله سبحانه على قدر نيته، إذ إنني إنسانة أنتمي بإخلاص إلى جداتي الطيِّبات اللواتي يحددن مواقفهن من الأمور كلها حسب النية وصلاحها..
** أوضح الأخ في نهاية الصفحة الأولى من خطابه «الفلتة» ملاحظة هي: «علماً بأن هنالك مكافأة اختيارية مقدارها من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف ريال سعودي حسب توفر الشروط».
والحقيقة أن الأخ «الخاطب» يبدي تميزاً كبيراً في كتابة الخطابات، إذ هو يتنصل من أي مسؤولية قد تلزمه بالدفع.. فالمسألة اختيارية زائد أنها وفق توفر الشروط، ومن سيحدد الشروط إلا هو، ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس.. ثم إلى أي جهة ستحتكم الخاطبة في تحديد مدى المطابقة للشروط.. لذلك فالأخ يصلح وبجدارة لكتابة العقود المالية.. والخطابات الرسمية التي تتضمن الأعمال والتكليفات والحقيقة أن هناك عدة أسماء في «بالي» أتمنى أن تتلقى دورة بسيطة عند صاحب الخطاب على طريقة كتابة الخطابات الرسمية، إذ هي في كل مرة تثبت فشلاً ذريعاً!
** المبلغ جيد.. لولا المناطق غير المأمونة التي تحيط به، فعشرة آلاف ريال على كل «تزويجة».. مبلغ جيد في زمن اللهاث والركض المادي..
والمديرة عادةً مثل كل الموظفات من المؤكد أنها تورطت بتقسيط سيارة أو تقسيط منزل أو استراحة عدا مشاركتها في أقساط مدارس البنين والبنات وراتب السائق والشغالة.. وفاتورة الجوال.. وفاتورة المشغل وطبيبة البشرة.. وقيمة البلايز والتنانير وصبغ الشعر وخاتم وساعة الماس كل ستة أشهر..
أعتقد أن الراتب لا يمكن أن يفي..
إذن المشاركة الاجتماعية في حل العنوسة.. عمل إنساني مثمر إذا ما تذكرنا أن عشرة آلاف ممكن أن تتحول إلى مائة ألف مع ذكر أسماء عشر «عانسات» عفواً أقصد «فتيات» للزواج..
** الورقة الثانية من الخطاب تضمنت مواصفات ومميزات «العريس» وأهم هذه المعلومات أنه.. متزوج وله أطفال.. وقد أورد في الخطاب أرقام هواتفه وعنوان منزله..!!
(يتبع يوم الأربعاء!)
فاكس 4530922
|