** قضية السَّعودة.. مشوار طويل وطريق شاق صعب مهما حاولنا تهوينه أو تبسيطه.. أو الجزم بأن المسألة سهلة.. فالمسألة أصعب مما نتصور!!
** لقد بذل مجلس القوى العاملة بقيادة ذلك الرجل المسدَّد الموفَّق.. سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. جهوداً كبرى وعظيمة.. حققت نتائج باهرة وقطعت شوطاً لا يُستهان به في هذا الطريق.. ولا زال مجلس القوى العاملة بكل رجاله وعقوله يبذل ويبذل ويعطي في هذا المضمار.
** وعطاء مجلس قوى الأمن في هذا الميدان.. هو عطاء تخطيطي أكثر منه تنفيذي.. وقد وُفِّق بالفعل.. بالزجِّ بأفكار متنوعة وآراء مختلفة.. حققت نتائج طيبة. وكانت وراء هذه المكاسب التي نشاهدها.
** السعودة.. مطلب وطني.. وبلادنا.. في أحشائها أكثر من سبعة ملايين شخص استولوا على وظائف أولادنا.
** والبطالة.. وإن حاولنا إخفاءها وهي بالطبع ليست عيباً.. فهي تزداد وإن كانت بنسبة بسيطة.. لكنها موجودة.
** نعم.. قد تكون بطالة اختيارية وبإرادة هؤلاء الشباب ولكن.. تظل بطالة تزعج المجتمع وتقوده إلى العديد من المشاكل والأخطاء والمفاسد والأضرار.. منها ما هو أمني وهو المزعج.. ومنها ما هو اجتماعي وإنساني ونفسي وأضرار أخرى.
** إن قضية البطالة وقضية السعودة.. هي قضية كل مواطن قبل أن تكون قضية مجلس القوى العاملة.. ومجلس القوى العاملة مهما بذل وأعطى سيظل عطاؤه محدوداً.. ما لم نتعاون معه.
** تدخُل أكثر.. ولا أقول كلَّ أو بعض.. الشركات فيستقبلك الأجانب في كل الأقسام بدون استثناء.
** الوارد والصادر والاستقبال والسنترال والإدارة العامة وشئون الموظفين والمحاسبة والتسويق والفرَّاشين والقهوجية وسائق المدير العام.. وكل مجال اقتحمه الأجانب.. والمشكلة.. أن عملهم هذا.. لا يحتاج إلا لمؤهل بسيط.. وشبابنا يحملون هذا المؤهل.
** لا أدري.. سر إصرار هذه الشركات والمؤسسات على المحافظة على العنصر الأجنبي.
** هاتفني مرة.. أحد مديري عموم الشركات وقال لي: إن أمامه أكثر من عقبة في طريق السعودة.. وقد أوجزها لي فيما يلي:
** أولاً: مجلس الإدارة غير متفهِّم البتة لهذه الخطوة ولهذا المشروع الوطني المهم الخطير ويقول: إن بعض مجالس الإدارات ضده لأسباب مالية.. وأن المدير العام.. قد يطير بسبب معاندة مجلس الادارة في قضية السعودة.
** ثانياً: بعض السعوديين وليس كلهم.. لا يقبل بأي عمل.. ولا يصير إنساناً مطواعاً.. ويدخلك في مشاكل معه ويزعجك ويزعج العمل.. ويسيء لسُمعة الموظف السعودي.. وبعضهم كثير الغياب.. وكثير «اللقافة» ويربك العمل عندما يقلِّده باقي زملاؤه.
** والمشكلة.. أن مكتب العمل مع السعودي «بشكل أعمى» حتى لو «صَفَقْ» رئيسه.. وهذا خطره أكثر من نفعه.. لأنه يسبب التسيُّب في العمل.. ويسيء للسعودة.. فماذا يضير لو فُصِلَ في السنة عشرة سعوديين أو عشرة كُسالى ومستهترين.. لأنهم قصَّروا وأخطأوا وأساءوا للموظف السعودي.
** إذاً.. المسألة تحتاج إلى تضافر الجهود.. وإلى إخلاص وحسن نية من كل الأطراف.. وليس مجلس القوى العاملة وحده.. واليد الواحدة.. لا تصفق.
|